كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
ثم إنهما لم يستوعبا الصحيح ولا التزما (¬1) ذلك. بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه (¬2) (أ).
قال الحافظ أبو عبد الله ابن الأخرم (¬3): لا يفوتهما من الصحيح إلا قليل (¬4)
¬__________
(أ) في ص: لم يستوعبا. بحذف الضمير.
(¬1) خلافًا لما عليه الدارقطني والحاكم حيث صنفا الإِلزامات والتتبع والمستدرك على الصحيحين. وخلافًا لما قاله ابن حبان حيث قال: ينبغي أن يناقش البخاري ومسلم في تركهما إخراج أحاديث هي من شرطهما.
انظر: قول ابن حبان في مقدمة مستدرك الحاكم، ص 1 - 2. وفي فتح المغيث 1/ 31.
(¬2) قال أبو أحمد بن عدي: سمعت الحسن بن الحسين البزار يقول: سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يقول: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحيح حتى لا يطول. اهـ.
وقال مسلم: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا، إنما وضعت ما أجمعوا عليه. مقدمة الفتح، ص 7؛ صحيح مسلم مع النووي 4/ 122؛ مقدمة شرح مسلم للنووي، ص 16؛ فتح المغيث 1/ 3؛ تدريب الراوي 1/ 98؛ توضيح الأفكار 1/ 50؛ المنهل الروي (1/ ب).
(¬3) هو الإِمام الكبير الحافظ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري ابن الأخرم، سمع خلائق لكنه ما رحل ولا سمع إلا بنيسابور قال الحاكم: كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي. مات سنة أربع وأربعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 864؛ شذرات الذهب 2/ 368.
(¬4) انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص 16؛ فتح المغيث 1/ 31؛ التدريب 1/ 99؛ توضيح الأفكار 1/ 54، وقال ابن حجر: والذي يظهر لي من كلامه - أعني ابن الأخرم - أنه غير مريد للكتابيين وإنما أراد مدح الرجلين بكثرة الاطلاع والمعرفة. أو نقول: سلمنا أن المراد الكتابان لكن المراد من قوله: (مما يثبت من الحديث) الثبوت على شرطهما مطلقًا.
انظر: النكت 1/ 87 - 88 بمعناه.