كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

محي الدين أبو زكريا شيخ الإِسلام أستاذ المتأخرين وحجة الله على اللاحقين. والداعي إلى سبيل السالفين. كان يحيى رحمه الله سيدًا وليثًا على النفس هصورًا وزاهدًا لم يبال بخراب الدنيا إذا صير دينه ربعًا معمورًا (¬1).
يقول السخاوي (902): ونقل التاج السبكي في التوشيح عن والده، أنه قال: ما اجتمع بعد التابعين المجموع الذي اجتمع في النووي، ولا التيسير الذي يسر له (¬2) انتهى.
ونقل السخاوي عن محمد الأخميمي (ت 684)، قوله: كان الشيخ سالكًا منهاج الصحابة رضي الله عنهم ولا أعلم أحدًا في عصره سالكًا على منهاجهم (¬3).
5 - وقال أحمد بن فرح الإِشبيلي (ت 699): كان الشيخ قد صارت إليه ثلاث مراتب، كل مرتبة منها لو كانت لشخص شدت إليه الرحال:
المرتبة الأولى: العلم، الثانية: الزهد، والثالثة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (¬4).
6 - وقال الحافظ بن كثير رحمه الله (ت 774): الشيخ محي الدين النووي العالم العلامة، شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه، قد كان من الزهادة والعبادة والورع والتحري والانجماع عن الناس على جانب كبير، لا يقدر عليه أحد من الفقهاء غيره، وكان يصوم
¬__________
(¬1) طبقات الشافعية 5/ 166؛ والاهتمام (47/ ب).
(¬2) انظر: الاهتمام (27/ أ)؛ والإِمام النووي، ص 177.
(¬3) انظر: الاهتمام (27/ أ)؛ وفتح المغيث 1/ 32؛ والإِمام النووي، ص 175.
(¬4) انظر: الاهتمام (27/ أ)؛ وتذكرة الحفاظ 4/ 1473؛ والإِمام النووي، ص 181.

الصفحة 15