كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
عليه وسلم. وذكر أبو نصر السجزي (¬1) الحافظ: قول (أ) الراوي: بلغني (¬2)، نحو قول مالك: بلغني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للملوك طعامه وكسوته (¬3). وقال: أصحاب الحديث يسمونه المعضل.
وإذا روى تابع التابعي عن (ب) التابعي حديثًا، وقفه عليه،
¬__________
(أ) في (هـ): قال الراوي.
(ب) كلمة: عن التابعي. ساقطة من (ص)، و (هـ).
(¬1) هو الإمام الحافظ علم السنة أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي البكري السجزي نزيل الحرم ومصر، صاحب الإبانة الكبرى في مسألة القرآن. توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة. المنتظم 8/ 310؛ تذكرة الحفاظ 3/ 118؛ اللباب 3/ 352.
(¬2) قد سبق لي أن ذكرت في بحث المنقطع أن قول المحدث: حدثني فلان عن رجل. منقطع عند الحاكم لكون الرجل مبهمًا بشرط ألا يروى من طريق واحدة، فإن روى من طريقين، مبهمة ومفسرة، لا يسمى منقطعًا لمكان الطريق المفسرة، وقلت: هناك: إنّ هذا القول ليس بمسلم للحاكم، بل رد عليه الناس وقالوا: بل هو متصل في إسناده مجهول، ولو لم يكن له طريق آخر، وقال ابن حجر والسخاوي: قول مالك: بلغني عن أبي هريرة رضي الله عنه. يقتضي مبلغًا، قلت: فهو على هذا من قبيل إسناد فيه مجهول. فقول أبي نصر السجزي مردود على مذهب الإمام الحاكم وعلى مذهب غيره. أما على مذهب الحاكم فلورود الحديث المذكور من عدة طرق، كما هو ظاهر من التخريج فيما بعد، وأما على مذهب الجمهور، فلاقتضاء هذا السند مبلغًا، وهو من قبيل إسناد فيه مجهول فخرج الحديث الممثل به بهذا التقرير من ورطة الاعضال، فتأمل.
(¬3) وتمام الحديث: بالمعروف، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق.
انظر: الموطأ، باب الأمر بالرفق بالمملوك 3/ 145، مع تنوير الحوالك ومسلم، باب إطعام المملوك مما يأكل 3/ 1284، (ح رقم 1662، ومسند أحمد 2/ 342، 247 كلاهما موصولًا، ومعرفة علوم الحديث، ص 37، متصلًا ومعضلًا.