كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

الثامن: ينبغي للمحدث أن لا يروي حديثه بقراءة لحان (1) أو مصحف فحتى على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن (¬1) والتصحيف (¬2)، قال الأصمعي (¬3): إن أخوف (¬4) ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب على فليتبوء مقعده من النار (¬5). لأنه لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه ولحنت كذبت عليه (¬6). وسبيله في السلامة من
¬__________
= إيراده والحالة هذه بتمامه تقتضي مزيد تعب في استخلاصه وبخلاف الاقتصار علي محل الاستشهاد ففيه تخفيف.
والتحقيق التفصيل كما أشار إليه ابن دقيق العيد في شرح الإِلمام: فإن قطع بأنه لا يخل المحذوف بالباقي فلا كراهة، وإن نزل عن هذه المرتبة ترتب الكراهة بحسب مراتبه في ظهور ارتباط بعضه ببعض وخفائه.
انظر: فتح المغيث 2/ 226.
(¬1) اللحن: الخطأ في الإِعراب، من باب قطع، ويقال: فلان لحان، أي يخطيء مختار الصحاح، ص 594.
(¬2) التصحيف: هو تغيير حرف أو حروف من الكلمة بالنسبة إلى النقط مع بقاء صورة الخط. نزهة النظر، ص 47.
(¬3) هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي المعروف بالأصمعي كان أديبًا لغويًا نحويًا إخباريًا محدثًا فقيهًا أصوليًا من أهل البصرة، صاحب تصانيف كثيرة، توفي سنة ست عشرة ومائتين.
تهذيب الأسماء واللغات 2/ 362؛ إنباه الرواة 2/ 197؛ بغية الوعاة، ص 313.
(¬4) قال الصنعاني: وإنما قال الأصمعي: أخاف، ولم يجزم، لأن من لم يعلم بالعربية وإن لحن لم يكن متعمدًا للكذب. توضيح الأفكار 2/ 294.
(¬5) أخرجه البخاري 1/ 299 (ح رقم 106 - 107 - 108 - 109 - 110)؛ ومسلم 4/ 2299 (ح رقم 3004؛ والإِمام أحمد في المسند 2/ 159 - 202؛ والدارمي في السنن 1/ 76؛ والحديث متواتر.
انظر: نظم المتناثر، ص 20؛ كتاب العلم.
(¬6) انظر: قول الأصمعي مسندًا في الإِلماع، ص 184؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص 194؛ كلاهما من طريق أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي.

الصفحة 471