كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

فصل: وينبغي أن يعتني بالمهم، وليس بموفق من ضيع شيئًا من وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة وصيتها (¬1). وليكتب وليسمع ما يقع (أ) إليه من كتاب أو جزء على التمام ولا ينتخب (¬2)، فإن ضاق به (¬3)، الحال (ب) عن الاستيعاب واحتاج إلى الانتخاب تولى ذلك بنفسه إن كان مميزًا عارفًا بما (ج) يصلح للانتقاء (¬4). وإن قصر عن ذلك استعان
¬__________
(أ) وفي (ص)، و (هـ): "وقع" بصيغة الماضي.
(ب) وفي (هـ): ضاق الوقت.
(ج) وفي (ت) كلمة "بما" ساقطة.
(¬1) قال الثوري: سمعت أبا عبيدة يقول: من شغل نفسه بغير المهم أضر بالمهم.
انظر: الجامع 2/ 160؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص 225؛ التقريب 2/ 148؛ التبصرة والتذكرة 2/ 232؛ فتح المغيث 2/ 326؛ وقال: إلا أن يكون قصد المحدث تكثير طرق الحديث وجمع أطرافه فتكثر شيوخه لذلك فلا بأس به انتهى.
قلت: روى الخطيب بسنده عن يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهًا ما عقلنا.
انظر: الجامع 2/ 212.
(¬2) قال ابن المبارك: ما جاء من منتق - يعني منتقى الحديث - خير قط.
انظر: الجامع 2/ 187؛ والإِلماع، ص 218؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص 225؛ التقريب 2/ 149؛ التبصرة والتذكرة 2/ 233؛ فتح المغيث 2/ 328.
(¬3) أي لعسر الشيخ أو لكون الطالب واردًا غير مقيم فلا يتسع الوقت له أو لضيق يد الطالب، وكذا إن اتسع مسموعه بحيث يكون كتابة الكتب أو الأجزاء كاملة كالتكرار.
انظر: فتح المغيث 2/ 329؛ والجامع 2/ 155؛ مقدمة.
(¬4) انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص 22؛ التقريب 2/ 149؛ التبصرة والتذكرة 2/ 233؛ المقنع 2/ 291؛ وقال الخطيب: وأما من لم يتميز للطالب معاد حديثه من غيره، وما يشارك في روايته مما يتفرد به، فالأولى أن يكتب حديثه على الاستيعاب دون الانتقاء والانتخاب.
انظر: الجامع 2/ 156.

الصفحة 518