كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

أبي بكر البيهقي عن الحاكم أبي عبد الله أعلى (¬1) مما أرويه عن ثلاثة عن أبي (¬2) بكر بن خلف عن الحاكم، لتقدم وفاة البيهقي على وفاة ابن خلف بنحو تسع وعشرين سنة (¬3).
وأما علوه بسبب تقدم (¬4) وفاة شيخك، فقد حده الحافظ أبو الحسن (¬5) ابن جوصا أحد أركان الحديث بمضي خمسين سنة من وفاة الشيخ (¬6). وحده الحافظ أبو عبد الله بن مندة بثلاثين سنة (¬7).
¬__________
(¬1) يقال لهذا القسم والذي بعده علو الصفة، وأما الأقسام الثلاثة الأولى يقال لها: علو المسافة. وعلو الصفة عند أئمة الحديث بالأندلس أرجح من علو المسافة خلافًا للمشارقة يعني للمتأخرين وبحسب ذلك يقع الاختلاف بين أئمة الشأن في أن يصحح بعضهم ما لا يصحح الآخر.
انظر: فتح المغيث 3/ 18.
(¬2) هو الإِمام أبو بكر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري مسند خراسان، أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف، روى عن الحاكم وطائفة، توفي سنة سبع وثمانين وأربعمائة. شذرات الذهب 3/ 379.
(¬3) ومقتضى ما تقرر أن المتقدم الوفاة يكون حديثه أعلى، سواء تقدم سماعه أو اقترن أو تأخر، لأن المتقدم الوفاة يعز وجود الرواة عنه بالنظر لمتأخرها فيرغب في تحصيل مرويه لذلك. قاله السخاوي في فتح المغيث 3/ 20.
(¬4) أي لامع التفات لأمر آخر أو شيخ آخر. التبصرة والتذكرة 2/ 262؛ والتدريب 2/ 168.
(¬5) هو الحافظ محدث الشام أبو الحسن أحمد بن عمر بن يوسف بن موسى بن جوصا، قال أبو علي النيسابوري: كان ركنًا من أركان الحديث، وكان بالشام كابن عقدة بالكوفة، توفي سنة عشرين وثلاثمائة.
انظر: شذرات الذهب 2/ 285؛ تهذيب تاريخ ابن عساكر 1/ 420.
(¬6) نقل هذا القول عنه تلميذه الحافظ أبو علي النيسابوري. انظر: مقدمة ابن الصلاخ، ص 236؛ تذكرة الحفاظ 3/ 296؛ فتح المغيث 3/ 21.
(¬7) قال ابن الصلاح: وهذا أوسع من الأول. يعني سواء أراد قائله مضيها مع موته أو من حين السماع منه، ولكنه في ثانيهما كما قال العراقي، بعيد لأنه يجوز أن =

الصفحة 535