كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

وقال بعضهم: النزول أفضل من العلو، لأنه يحتاج إلى معرفة كل راو في جرحه وتعديله، فكلما كثروا زاد ذلك، فكثر الأجر (¬1)، وهذا ضعيف (¬2). قال علي بن المديني وأبو عمرو (¬3) المستملي وغيرهما: النزول (¬4) شؤم (¬5). وهذا في بعض النزول أما إذا كان في النزول فائدة راجحة (أ) على العلو فهو مختار (¬6)، والله أعلم.
¬__________
(أ) في (هـ): فائدة مرجحة.
= إلى الأقطار البعيدة طلبًا لعلو الإِسناد. ثم ذكر طائفة من أقوال العلماء في مدح العلو. انظر: 1/ 123؛ وعلله ابن دقيق العيد بقوله: إذا كثرت الوسائط، وقع من كل واسطة تساهل ما، كثر الخطأ والزلل، وإذا قلت الوسائط قل. انتهى. وبه قال ابن حجر أيضًا.
انظر: الاقتراح، ص 302؛ ونزهة النظر، ص 58.
(¬1) نقله الرامهرمزي والخطيب وابن دقيق العيد.
انظر: المحدث الفاصل، ص 216؛ والجامع 1/ 116؛ والاقتراح، ص 303.
(¬2) قال ابن دقيق العيد: لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها ومراعاة المعنى المقصود من الرواية وهو الصحة أولى، وقد ظهر أن قلة الوسائط أقرب إلى الصحة. انتهى.
وقال ابن حجر: لأن ذلك ترجيح بأمر أجنبي عما يتعلق بالتصحيح والتضعيف.
انظر: الاقتراح، ص 303؛ ونزهة النظر، ص 58؛ والتبصرة والتذكرة 2/ 253.
(¬3) هو أبو عمرو محمد بن يحيى المستملي؟
(¬4) انظر: قول المستملي من طريق محمد بن يعقوب في الجامع 1/ 124؛ وقول ابن المديني من طريق إسماعيل بن إسحاق في الجامع 1/ 123؛ والعلو والنزول، ص 56.
(¬5) الشؤم: نقيض اليمن.
انظر: الصحاح 5/ 1957؛ والقاموس 4/ 134، مادة: شأم.
(¬6) أي كزيادة الثقة في رجاله على العالي أو كونهم أحفظ أو أضبط أو أفقه أو كونه متصلًا بالسماع وفي العالي حضور أو إجازة أو مناولة أو تساهل من بعض رواته

الصفحة 537