كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

من هذا الوجه (¬1). ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة. وهذا هو الذي يقول فيه الترمذي: غريب من هذا الوجه (¬2).
ولا يوجد ما هو غريب متنًا (¬3) لا إسنادًا، إلا إذا اشتهر الحديث الفرد فرواه عمن تفرد به جماعة كثيرة، فإنه يصير غريبًا مشهورًا وغريبًا متنًا
¬__________
(¬1) هذا الذي قال فيه الترمذي: ورب حديث يروى من أوجه كثيرة، وإنما يستغرب لحال الإِسناد.
ومن أمثلته عنده: حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من قبل إسناده. وقد روى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا، وإنما يستغرب من حديث أبي موسى رضي الله عنه انتهى.
أي هذا الحديث غريب سندًا فقط وإلا فالمتن مشهور لا غرابة فيه.
انظر: كتاب العلل، ص 760؛ وشفاء الغلل، ص 401؛ وتحفة الأحوذي 3/ 87؛ باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معي واحد. وفتح المغيث 3/ 33؛ والموازنة بين جامع الترمذي والصحيحين، ص 180؛ وشرح علل الترمذي 1/ 438؛ ولحديث أبي موسى الأشعري صحيح مسلم 14/ 25؛ مع النووي وابن ماجه كتاب الأطعمة 2/ 1085؛ (ح رقم 3258).
(¬2) انظر: جامع الترمذي 1/ 12، 58، 62، و 5/ 723، 727، 733؛ مقدمة ابن الصلاح، ص 244؛ فتح المغيث 3/ 33.
(¬3) وقد أطلق ابن سيد الناس ذكر هذا النوع في جملة أنواع الغريب من غير تقييد بآخر السند كما قيده به ابن الصلاح، فقال: في شرح الترمذي: الغريب على أقسام، غريب سندًا ومتنًا، ومتنًا لا سندًا وسندًا لا متنًا وغريب بعض السند فقط وغريب بعض المتن فقط. لكنه لم يذكر للثاني مثالًا، مع أن القسمة اقتضت له ذكره.
انظر: شرح الترمذي لابن سيد الناس (10/ ب)؛ والتبصرة والتذكرة 2/ 271؛ والتقييد والإِيضاح، ص 274؛ فتح المغيث 3/ 34؛ التدريب 2/ 183؛ والموازنة بين جامع الترمذي والصحيحين، ص 182.

الصفحة 548