كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
العوام (¬1) ابن مراجم بالراء والجيم، صحفه (¬2) يحيى بن معين، فقال: مزاحم (¬3) بالزاء والحاء. وأما الثاني: فكثير أيضًا. منه حديث زيد بن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد (¬4). هكذا صوابه. ومعناه اتخذ حجرة من حصير يصلي فيها. صحفه (¬5) ابن لهيعة (¬6)، فقال: احتجم. بالميم.
¬__________
(¬1) هو العوّام بن مراجم القيسي روى عن خالد بن سيحان بالحاء غير المعجمة روى عنه شعبة، قال يحيى بن معين: عوام بن مراجم، ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: صالح. انظر: الجرح والتعديل 7/ 22؛ وتصحيفات المحدثين 3/ 1129.
(¬2) انظر: مقدمة ابن الصلاح، ص 252؛ والتقريب 2/ 193؛ والمقنع 2/ 327.
(¬3) ضبطه عبد الغني في المؤتلف: مراجم بالراء والجيم. والذي في تاريخ يحيى بن معين: العوام بن مراجم. قال يحيى: والعوام بن مراجم لم أسمع أحدًا يحدث عنه إلا شعبة، ثم ساق حديثًا بسنده فيه العوام بن مراجم. نعم في تاريخ البخاري: قال بعضهم: مزاحم. قال البخاري: ولا يصح.
انظر: المؤتلف لعبد الغني، ص 120؛ وتاريخ يحيى بن معين 2/ 460؛ والتاريخ الكبير 7/ 66 - 67.
(¬4) أخرجه البخاري في الأدب 10/ 517، (ح رقم 6113). ومسلم في صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في البيت 6/ 69، مع النووي كلاهما عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه.
(¬5) ذكر الإِمام أحمد رواية ابن لهيعة مصحفًا، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد. قال إسحاق بن عيسى الراوي عنه: يا ابن لهيعة! في مسجد بيته، قال: لا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وذكرها الإِمام مسلم وقال: وهذه رواية فاسدة من كل جهة، فاحش خطؤها في المتن والإِسناد جميعًا، وابن لهيعة المصحف في متنه المغفل في إسناده، وإنما الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها. وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله.
انظر: مسند الإِمام أحمد 5/ 185؛ والتمييز، ص 139 - 140؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص 253؛ وفتح المغيث 3/ 72؛ والتدريب 2/ 72.
(¬6) هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي.