كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
المذكورة، لا يشكل عليه شيء من ذلك إلا النادر في الأحيان (¬1).
وقد قال الإِمام أبو بكر ابن خزيمة: لا أعرف (¬2) عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني لأولف بينهما (2)، والله أعلم.
والمختلف قسمان: أحدهما يمكن فيه الجمع، فيتعين ويجب العمل (¬3) بالحديثين معًا. وهذا القسم كحديث: لا عدوى (¬4) ولا طيرة (¬5). (¬6) مع
¬__________
(¬1) التقريب 2/ 197؛ والمقنع 2/ 335.
(¬2) كيف لا وقد قال: ابن حبان: ما رأيت على أديم الأرض من كان يحسن صناعة السنن، ويحفظ الصحاح بألفاظها ويقوم بزيادة كل لفظة تزاد في الخبر ثقة، حتى كأنّ السنن كلها نصب عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمة الله عليه فقط انتهى. انظر: المجروحين 2/ 93؛ وكلام ابن خزيمة بسند منقطع في الكفاية، ص 433؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص 258؛ والتبصرة والتذكرة 2/ 302؛ والمقنع 2/ 335؛ والتدريب 2/ 196؛ وفتح المغيث 3/ 75، وقال: وهو توسع وانتقد عليه بعض صنيعه في توسعه انتهى.
(¬3) مقدمة ابن الصلاح، ص 257؛ والتقريب 2/ 197؛ والتذكرة والتبصرة 2/ 302؛ وفتح المغيث 3/ 76.
(¬4) عدوى: هو ما يعدي من جرب أو غيره، وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره يقال: أعدى فلان فلانًا من خلقه أو من علة به أو جرب. وفي الحديث: لا عدوى: أي يعدي شيء شيئًا. قاله الجوهري.
انظر: الصحاح 6/ 2421؛ وانظر النهاية 3/ 192 أيضًا.
(¬5) طيرة: مثال العنبة: من تطيرت من الشيء وبالشيء، وهو ما يتشاءم به من الفال الرديء. ويقال: الطيرة والطورة أيضًا. وفي الحديث: أنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة. انظر: الصحاح 2/ 728؛ والقاموس 2/ 80، مادة: طير. وانظر أيضًا النهاية 3/ 152.
(¬6) أخرجه البخاري في الطب باب لا عدوى 10/ 243 (ح رقم 5773). ومسلم في السلام، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة 14/ 213 مع النووي كلاهما من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه =