كتاب إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

الثالث: للصحابة رضي الله عنهم بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن عدالة (¬1) أحد منهم، لكونهم عدولًا على الإِطلاق بنصوص الكتاب (¬2)
¬__________
= الثاني: أن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا له. قال: وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضًا.
الثالث: أنه لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع فمن كان في ذلك الوقت موجودًا اندرج فيهم لحصول رؤيتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يرهم هو والله أعلم.
انظر: الإِصابة 1/ 8، 9؛ وفتح المغيث 3/ 100.
(¬1) تطلق العدالة على معان كثيرة منها: التجنب عن تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها بارتكاب ما يوجب عدم قبولها. وهذا المعنى هو مراد المحدثين من قولهم: الصحابة كلهم عدول. فقد قال السخاوي: قال ابن الأنباري: ليس المراد بعدم التهم ثبوت العصمة لهم واستحالة المعصية منهم، وإنما المراد قبول رواياتهم من غير تكلف بحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، إلا إن ثبت ارتكاب قادح ولم يثبت ذلك ولله الحمد. انتهى. وقد أسهب عبد الحي اللكنوي ببيان معنى العدالة فأتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة يحيلها النقل والعقل، فمن يريد الاطلاع فليرجع إليه.
انظر: فتح المغيث 3/ 106؛ وظفر الأماني، ص 311 - 312.
(¬2) منها قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}. سورة الفتح: الآية 18.
وقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}. سورة آل عمران: الآية 110. قال إمام الحرمين: اتفق المفسرون على أن هذه الآية واردة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذًا هم معدلون بنصوص الكتاب مزكون بتزكية الله تعالى إياهم انتهى.
وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلًا نفيسًا في ذلك، فإنه طويل لا يسع المقام لذكره.
انظر: البرهان 1/ 626؛ والكفاية، ص 46 - 49؛ والاستيعاب 1/ 2 - 7؛ والإِصابة 1/ 9 - 12؛ وشرح العقيدة الطحاوية، ص 528.

الصفحة 591