كتاب الشيعة وأهل البيت

إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم" (¬1).
وأخيراً نريد أن نقتل من المسعودي (¬2) طرفاً من الفاجعة التي نزلت، والكارثة التي ألمت "فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد الله، وطلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بما ذكرنا، فصدوهم عن الدار، فرمى من وصفنا بالسهام، واشتبك القوم، وجرح الحسن، وشج قنبر، وجرح محمد بن طلحة، فخشي القوم أن يتعصب بنو هاشم وبنو أمية، فتركوا القوم في القتال على الباب، ومضى نفر منهم إلى دار قوم من الأنصار فتسوروا عليها، وكان ممن وصل إليه محمد بن أبي بكر ورجلان
¬_________
(¬1) "ناسخ التواريخ" ج2 ص531، ومثله في "أنساب الأشراف"، للبلاذري ج5 ص69
(¬2) هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ولد ببغداد في الثلث الأخير من القرن الثالث، وتجول في البلدان الكثيرة من الشرقية والأفريقية، ومات سنة 342 أو346.
ذكره محسن الأمين في طبقات المؤرخين من الشيعة حيث قال: المسعودي إمام في التاريخ، صاحب كتاب "مروج الذهب" و"أخبار الزمان" (أعيان الشيعة القسم الثاني ج1 ص130).
وقال القمي: هو شيخ المؤرخين وعمادهم، وله كتاب في الإمامة وغيرها منها كتاب "إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب"، وهو صاحب "مروج الذهب" وعده النجاشي في فهرسته من رواة الشيعة" (الكنى والألقاب ج3 ص153).
وذكر الخوانساري أقوال عدد من علماء الرجال الشيعة أنهم يمدحونه، ويثنون عليه، ويوصفونه بأوصاف حميدة كثيرة مثل "الشيخ الجليل"، "الثقة"، "الثبت"، "مأمون الحديث"، و"الشيخ المتقدم من أصحابنا الإمامية"، المعاصر للصدوق، ومن أجلة علماء الإمامية ومن قدماء الفضلاء الاثنى عشرية" (روضات الجنات ج4 ص281 وما بعد)

الصفحة 154