كتاب الشيعة وأهل البيت

و"كان صهيب عبد سوء يبكي على عمر" (¬1).
ويقول فيهما: ما أهريق دم، ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحكم علي إلا وهو في أعناقهما" (¬2).
وأيضاً: "ما أهريق في الإسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام إلا ذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما" (¬3).
ويقول في ذي النورين (¬4): إن الآية {يمنون عليك أن أسلموا}.
¬_________
(¬1) "رجال الكشي" ص41 تحت ترجمة بلا وصهيب
(¬2) "رجال الكشي" ص179، 180
(¬3) "رجال الكشي" ص180
(¬4) من الأفضل، علي أم نبي؟ ولا ندري أن الأصل في الفضل هو النبي صلوات الله وسلامه عليه أم علي رضي الله عنه عند القوم لأنه إن كان الفضل والشرف لعلي بسبب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه صهره، زوج بنته وقريبه ومطيعه فلم حرم الآخرون المنتسبون إلى الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام، فكل من انتسب إليه وصدقه وآمن به وأطاعه وأحبه وقدمه على والديه وولده، وصاهره فهو عظيم يعظم، وكبير يؤقر، ومحترم يحترم حسب منزلته ومقامه، فعلي زوج ابنته فاطمة فيكر، وجدير به أن يكون، وذو النورين زوج ابنتيه زوجهما رسول الله الناطق بالوحي واحدة بعد واحدة عن رضى القلب وطيب النفس، وأنزله منزلة الفؤاد كما رواه علي، فلم لا يحترم ويعظم ويؤقر وهو مع ذلك ابن بنت عمته الحقيقية، وأول مهاجر في سبيل الله من المؤمنين بإيمانه وإسلامه؟ فعدلاً يا عباد الله.
وإننا لنرى بأن القوم لا يجعلون النبي أصلاً وجذراً يعظم ويحترم علي لأجله ونسبته إليه، بل هم يعظمونه ويحترمونه لعلي لأنه أخذ ابنته، وجعله قريبه وحبيبه. لذلك كل من اقترب من علي وناصره وساعده وأيده ودخل في شيعته هو الأفضل والأعلى لا غير، وعلى ذلك اخترعوا تلك الرواية الغريبة العجيبة المكذوبة والموضوعة الباطلة:
"إن الصدوق طاب ثراه يروي عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) قال: أعطيت ثلاثاً، وعلي مشاركي فيها، وأعطي علي (ع) ثلاثة ولم أشاركه فيها، فقيل: يا رسول الله وما الثلاث التي شاركك علي؟
قال: لواء الحمد لي وعلى حامله، والكوثر لي وعلي (ع) ساقيه، واجلنة والنار لي وعلي قسيمها، وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها، فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجة ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما" (الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري).
والمجلسي لم يقتنع بهذا فزاد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له فيما قال: وخديجة كنتك (أم الزوجة) ولم أعط كنة مثلها، ومثلي رحيمك ولا رحيم لي مثل رحيمك (أب الزوج)، وجعفر شقيقك وليس لي شقيق مثله، وفاطمة الهاشمية أمك وأنى لي مثلها" (بحار الأنوار للمجلسي ص511 ط قديم الهند).
وهذه الروايات إن دلت - ومثلها كثيرة كثيرة - دلت على حقيقة معتقدات القوم بأنهم يعدون علياً الأصل ونبينا - صلى الله عليه وسلم - الفرع، كما أنهم يصرحون بأفضليته على رسول الله سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ظاهر بيّن، لا شك فيه

الصفحة 190