كتاب الشيعة وأهل البيت

ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا} اخرجوا عني فعل الله بكم" (¬1).
وزيد ابنه على شاكلته، نعم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ورحمته، الذي بالغ القوم في مدحه، وخصصوا أبواباً كثيرة للثناء العاطر عليه في كتبهم، فسلك نفس المسلك الذي خططه أبوه علي بن الحسين وجده علي بن أبي طالب ومن قبلهما محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل: دعوا لي أصحابي" (¬2).
ولقد روى الشيعة "وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه في أبي بكر وعمر؟ فقال:
ما أقول فيهما إلا الخير، وما سمعته من أهلي فيهما إلا الخير فقالوا: لست بصاحبنا، وتفرقوا عنه ورفضوه، فقال: رفضونا اليوم فسمعوا من ذلك اليوم الرافضة" (¬3).
ويضيف المرزة تقي على ذلك:
إن زيداً منعهم عن الطعن في أصحاب النبي (عليه الصلاة والسلام ورضوان الله عليهم أجمعين) فلما عرفوا منه بأنه لا يتبرأ عن الشيخين (أبي بكر وعمر) رفضوه وتفرقوا عنه، وبعد ذلك استعمل هذه الكلمة في كل من يغلو في المذهب، ويجوّز الطعن في الأصحاب" (¬4).
¬_________
(¬1) "كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78
(¬2) "عيون أخبار الرضا" للقمي ج2 ص87
(¬3) "ناسخ التواريخ" ج3 ص590 تحت أقوال زين العابدين، أيضاً "عمدة الطالب" تحت أخبار زيد بن علي
(¬4) "ناسخ التواريخ" ج3 ص590 تحت أقوال زين العابدين

الصفحة 209