كتاب الشيعة وأهل البيت

لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد} (¬1).
وذاك أبو طالب عمه الثاني، نزلت فيه الآية عند ما أراد رسول الله الاستغفار له:
{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنه أصحاب الجحيم} (¬2).
هذا ولا يخفى على كل من تأمل القرآن وتصفح في معانيه أن مدار النجاة هو على الإقرار بوحدانية الله عز وجل ورسالة نبيه المحترم - صلى الله عليه وسلم - والعمل بما أمر في الكتاب والسنة {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً * ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً * والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} - إلى أن قال -: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً، خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً} (¬3).
خلاف القوم فإنهم اعتقدوا عكس ذلك فقالوا: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة" (¬4).
و"إن حبّنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجرة" (¬5).
كما كذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
إن الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن
¬_________
(¬1) سورة تبت
(¬2) سورة التوبة الآية113
(¬3) سورة الفرقان الآية70 إلى76
(¬4) "تفسير منهج الصادقين" ج8 ص110
(¬5) "تفسير منهج الصادقين" ج8 ص111

الصفحة 237