كتاب الشيعة وأهل البيت

وقال الآخر: بالشيعة قام الإسلام، وبسيف إمامهم أسس الإسلام وثبتت دعائمه" (¬1).
وقبلهما القمي أهان رسول الله العظيم حيث اختلق هذه القصة الباطلة الموضوعة أن رسول الله:
"كان بمكة، ولم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب، وأغروا به الصبيان، وكان إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمونه بالحجارة والتراب، فشكى ذلك إلى علي عليه السلام - فانظر إلى التعبير السيئ والإهانة الصريحة لذلك النبي الأشهم، بطل الأبطال، وفارس الفرسان وقائد الشجعان - فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! إذا خرجت فأخرجني معك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أمير المؤمنين عليه السلام، فتعرض الصبيان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم" (¬2).
ويقولون: إنه هو الذي وقى رسول الله يوم الغار" (¬3).
فعلي هو هو كل شيء ولم يرسل نبي الله محمد خاتم الأنبياء وسيد الرسل إلا ليدعوا الناس إليه ويحببه إلى الناس، وأما نفسه فليس بشيء مقابل علي - نستغفر الله ونتوب إليه من هذه الإهانات والهفوات - كما رووا عن ابن بابويه القمي وغيره عن جعفر أنه قال:
عرج بالنبي عليه السلام إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوحى الله فيها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالولاية لعلي أكثر ما أوصاه في سائر الفروض" (¬4).
¬_________
(¬1) "أعيان الشيعة" لمحسن الأمين ج1 الجزء الأول، القسم الأول ص123
(¬2) "تفسير القمي" ج1 ص114
(¬3) "نور الثقلين" ج2 ص219
(¬4) "مقدمة تفسير البرهان" ص22

الصفحة 262