كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 68)

فأجابة الشيخ أبو الحسن * بحمد إلهي في الورى انصرف * وبالغر من أهل الهدى أتشرف وقولى لمن أبدى إلي مودة * بصدق لسان ليس في القوم يسرف صدقت وقد قامت شواهد حبنا * بما قلته والقلب بالقلب أعرف إذا قابل المرآة شخص بصورة * يقابله شخص له منه ألطف ذا غاب هذا غاب ذاك وإن بدا ببداله (1) منه مثال مولف فيعرفه عند التقابل هكذا * قلوب الورى في الملتقي تتعارف فيا بن رسول الله والسادة التي * لهم بحر علم ليس بالفهم يترف بهم ونحيبهم وبالقرب منهم * أرجى النجاء من كل ما أتخوف هم العروة الوثقى الذي بحبهم * أصاب الهدى قوم ولم يتعسفوا وحب الفتى لله في الله خالصا * عزيزة طبع لم يشبه التكلف دعا الله أرواح الورى قبل خل * قهم فالفها في غيبة فتألفوا وقال اعرفوني ها أنا الله ربكم * بحق وما اسفرت إلا لتعرفوا ألست على التحقيق منكم إلهكم * قالوا بلى طوعا ولم يتخلفوا وقد قلت فيما قلته من شكاية * لقلت ظلوم جائر ليس ينصف قلوب الورى في قبضه الله كونها * يباعد منها ما يشاء ويزلف
(2) في جنح الظلام فإنه * خبير بداء القلب يشفي ويلطف وقل يا بني قلبي تعطف بنظرة * عليه عسى يا رب بالعطف تعطف فقد جلت البلوى وغربة الشقاء * سقيم فما برجاء عليك ومدنف محمد بالشفاء يا ذا المعارج والعلى * لقلب حزين والد يتلهف رجاك وما يرجوك إلا لنظرة * تزيل العمى عن ناظريه وتكشف فها أنا بين الخوف وقف مع الرجا * ببابك يا مولاي والقلب يرجف إذا عن لي بأنين تحاذاني * الرجاء فلا مسرع جدا ولا متوقف أشاهد ما أرجوه مثل نوهما * فلا مجمل عني ولا تتكشف
_________
(1) كذا بدون إعجام
(2) غير مقروءة بالأصل

الصفحة 264