كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 68)

خمس مائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث " (1) والذي عزز به سمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولا أربع مائة سنة وأربعا وثلاثين (2) سنة وإن حواريي عيسى ابن مريم كانوا اثني عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثنا عشر رجلا وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم وإن الحواريين من (3) الأصفياء حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه أنا أبو سعد عبيد الله بن عبد الله ابن محمد بن حسكويه أنا أبو سعيد الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم نا محمد بن الجهم بن هارون السمري نا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء قال والحواريون كانوا خاصة عيسى وكذلك خاصة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقع عليهم الحواريون وكان الزبير يقال له حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وربما جاء في الحديث لأبي بكر وعمر وأشباههما حواري وجاء في التفسير انهم سموا حواريين لبياض ثيابهم أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم قراءة أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي نا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي (4) أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن عبد الله بن يزيد (5) الدقاق (6) أخبرنا أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي أنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو الحسين عبد الباقي بن فارس أنا عبد الله بن أحمد بن الحسين قالا نا أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني قال حواريون فيه ثلاثة أقوال صفوة الأنبياء عليهم السلام قيل إنهم كانوا قصارين فسموا الحواريين لتبييضهم الثياب ثم صار هذا الإسم مستعملا فيمن أشبههم من المصدقين وقيل كانوا صيادين وقيل كانوا ملوكا والله أعلم وهم صفوة الأنبياء الذين
_________
(1) سورة يس الآية: 14
(2) بالأصل: وأربع وثلاثون
(3) عن ابن سعد: هم الأصفياء
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 236
(5) بالأصل: " سمعنان الرازي " ثم شطبتا بخط أفقي
(6) تقرأ بالأصل: الدرار والصواب ما أثبت وهو أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد البغدادي الدقاق ابن السماك
ترجمته في سير الأعلام 15 / 444

الصفحة 58