كتاب البيهقي وموقفه من الإلهيات

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، لا إله غيره ولا ربّ سواه، والصلاة والسلام على خير خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد،
فإن مسائل العقيدة قد حظيت باهتمام العلماء قديماً وحديثاً خاصة ما يتعلق منها بذات الله تبارك وتعالى إذ كان الحديث عنها مجالاً لجدل عنيف حصل بين طوائف الأمة الإسلامية، سيما بعد ظهور مدرسة علم الكلام التي كانت بدعة ممقوتة من جانب علماء السلف نظراً لأنه يبعد بأصحابه عن المصدر الأصلي للعقيدة الصافية.. ألا وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولما كان نظام جامعة الملك عبد العزيز ملزماً لمن يريد الحصول على درجة التخصص العليا (الدكتوراه) أن يكتب بحثاً في مجال تخصصه، فقد استخرت الله تعالى، واخترت أن يكون بحثي بعنوان "البيهقي وموقفه من الإلهيات"ويتمثل الدافع الذي حملني على تفضيل هذا الموضوع على سواه في الأمور الآتية:
1- أن البيهقي من أشهر علماء الأمة الإسلامية الذين كان لهم أثر بالغ في حفظ تراث هذه الأمة.
2- أن من أبرز الجوانب التي ساهم البيهقي في إثراء مادتها وتحقيق ما كتبه فيها هو جانب العقيدة.
3 - انه يعتبر مصدراً أميناً لآراء كثير من علماء السلف التي استعان بها كثير من المحقّقين فيما بعد، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية

الصفحة 15