كتاب فضائح الباطنية

لَا رأى لمن لَا يطاع فاذا كَانَت تقوم شوكته بِاتِّبَاع الاكثر من اتِّبَاعه من انتصاب من انتصب لمُخَالفَته فَكيف لَا تقوم الشَّوْكَة فِي زَمَاننَا هَذَا وَالْحَال على مَا ذكرنَا فان قيل كَانَ عَليّ رضى الله عَنهُ يتَوَلَّى الامر بِنَفسِهِ ويباشر الحروب ويتبرج لِلْخلقِ وَلَا يحتجب عَنْهُم قُلْنَا وَمن الَّذِي شَرط فِي الْإِمَامَة مُبَاشرَة الْأُمُور وتعاطيها بِنَفسِهِ نعم لَا حرج عَلَيْهِ لَو بَاشر بِنَفسِهِ فَإِذا اسْتغنى بجُنُوده وَأَتْبَاعه عَن المقاساة للحرب بِنَفسِهِ جَازَ لَهُ الِاقْتِصَار على مُجَرّد الرَّأْي وَالتَّدْبِير إِذا رُوجِعَ فِي الْأُمُور الْقَرِيبَة مِنْهُ وَمن قطره والتفويض إِلَى ذَوي الرَّأْي الموثوق ببصيرتهم فِي الْأُمُور الْبَعِيدَة عَنهُ وَهَذَا الْآن فِي عصرنا مُسْتَغْنى عَنهُ فقد سخر الله رجال الْعَالم وأبطالهم لموالاة هَذِه الحضرة وطاعتها حَتَّى تبددوا فِي أقطار الدُّنْيَا كَمَا نشاهد ونرى فَلَيْسَ وَرَاء هَذِه الشَّوْكَة أَمر يشْتَرط وجوده لصِحَّة الْإِمَامَة فَإِن قيل وَمَا بالكم تنْظرُون إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا تنْظرُون إِلَى جنود الْمُخَالفين وهم أَيْضا مستظهرين بشوكة على مُخَالفَة هَذِه الشَّوْكَة قُلْنَا مهما كَانَت الْكَثْرَة من هَذَا الْجَانِب لم تقدح مُخَالفَة المخ الفين أفترى لم لم ينظر الباطني إِلَى شَوْكَة مُعَاوِيَة وعدته ومقاومته لعلى بجُنُوده وأنصاره فَكيف لمَم يشْتَرط فِي صِحَة الْإِمَامَة أَن تصفو لَهُ جَوَانِب الدُّنْيَا عَن قذى الْمُخَالفَة وَلَو شَرط هذافي الإمانة لم تَنْعَقِد الأمامة لأحد قطّ من مبدأالامرإلى زَمَاننَا هَذَا فقد اتَّضَح أَن الْمَشْرُوط من هَذِه الصّفة مَوْجُود وَزِيَادَة

الصفحة 184