كتاب فضائح الباطنية

المتواضع فِي كل يَوْم وَلَيْلَة عمل سِتِّينَ صديقا كلهم عبد مُجْتَهد فِي نَفسه فَهَذِهِ رُتْبَة عَظِيمَة لَا تسلم فِي كل عصر إِلَّا لوَاحِد وانما تنَال هَذِه الرُّتْبَة بِالْعَدْلِ والتواضع وَقد روى أَبُو سعيد الخدرى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ سَبْعَة يظلهم الله يَوْم الْقِيَامَة يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله إِمَام عَادل وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله وَرجل قلبه مُتَعَلق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج من حَتَّى يعود إِلَيْهِ ورجلان تحابا فِي الله فاجتمعا على ذَلِك وتفرقا عَلَيْهِ وَرجل ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات حسب وجمال إِلَى نَفسهَا فَقَالَ أَنِّي أَخَاف الله رب الْعَالمين وَرجل تصدق بِصَدقَة وأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه فَهَذِهِ سبع لَا يتَصَوَّر اجتماعها إِلَّا فِي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا يقدر غَيره من الْخلق على آحادها دون مجموعها فليجتهد فِي نيل رُتْبَة لم تدخر إِلَّا لَهُ وَلنْ يقوم بهَا سواهُ فقد روى ايضا أَبُو سعيد الخدرى أَنه قَالَ إِن أحب الْعباد إِلَى الله تَعَالَى وأقربهم مِنْهُ مَجْلِسا إِمَام عَادل وَإِن أبْغض النَّاس إِلَى الله وأشدهم عذَابا يَوْم الْقِيَامَة إِمَام جَائِر وَقد روى أَبُو هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ثَلَاثَة لَا يرد الله لَهُم دَعْوَة الإِمَام الْعَادِل والصائم حَتَّى يفْطر والمظلوم يَقُول الله وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وارتفاعي فَوق عَرْشِي لأنتصرن لَك وَلَو بعد حِين وَقد روى عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عدل سَاعَة خير من عبَادَة سنة وَإِنَّمَا قَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض بِالْعَدْلِ وَقد روى عَن ابْن عَبَّاس أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِن الْوَالِي الْعدْل ليرْفَع الله لَهُ كل يَوْم مثل عمل رَعيته وصلواته فِي الْيَوْم تعدل تسعين ألف صَلَاة

الصفحة 204