كتاب فضائح الباطنية

للْآخر مَا حملك على أَن جلدت دون مَا أمرت فَيَقُول أَي رب رَحمته فَيَقُول أينبغي لَك أَن تكون أرْحم مني خُذُوا المقصر عَن أَمْرِي وَالزَّائِد على أَمْرِي فسدوا بهما أَرْكَان جَهَنَّم وَبِهَذَا الحَدِيث يتَبَيَّن أَنه لَا يَنْبَغِي أَن نفزع إِلَّا إِلَى الشَّرْع وَأَنه لَا شَيْء أهم للأئمة من معرفَة أَحْكَام الشَّرْع وروى عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ مَا أَنا بمثن على وَال خيرا عادلهم وجائرهم فَقيل لَهُ لم قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يُؤْتى بالولاة يَوْم الْقِيَامَة عادلهم وجائرهم فيقفون على الصِّرَاط فَيُوحِي الله تَعَالَى إِلَى الصِّرَاط فيزحف بهم زحفه يبقي جَائِر فِي حكمه وَلَا مرتش فِي قَضَائِهِ وَلَا مُمكن سَمعه لأحد الْخَصْمَيْنِ مالم يُمكن للأخر إِلَّا زَالَت قدماه سبعين عَاما فِي جَهَنَّم وروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخرج متنكرا يطوف فِي الافاق يسْأَل دَاوُد فيهم فتعرض لَهُ جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صُورَة آدَمِيّ فَسَأَلَهُ عَن سيرته فَقَالَ جِبْرِيل نعم الرجل دَاوُد وَنعم السِّيرَة سيرته غير أَنه يَأْكُل من بَيت مَال الْمُسلمين وَلَا ياكل من كد يَده فَرجع باكيا متضرعا إِلَى محرابه يسْأَل ربه تَعَالَى أَن يُعلمهُ صَنْعَة يَأْكُل مِنْهَا فَعلمه صَنْعَة الدروع وألان لَهُ الْحَدِيد فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {وعلمناه صَنْعَة لبوس لكم}
هَذَا خطر الْإِمَامَة وفيهَا احاديث كَثِيرَة يطول إحصاؤها وَهَذَا الْقدر كَاف للبصير الْمُعْتَبر وعَلى الْجُمْلَة فَيَكْفِي من معرفَة خطرها سيرة عمر رضى الله عَنهُ فَأَنَّهُ كَانَ يتجسس ويتعسس لَيْلًا ليعرف أَحْوَال النَّاس وَكَانَ يَقُول لَو تركت حربه على ضفة الْفُرَات لم بطلا بالهنا فَأَنا الْمَسْئُول عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة وَمَعَ ذَلِك فقد روى عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ دَعَوْت الله تَعَالَى اثنتى عشرَة سنة اللَّهُمَّ أَرِنِي عمر بن

الصفحة 211