كتاب فضائح الباطنية

قَالَ فَمَا بالك لم تجبني قَالَ أمنتك قَالَ الْحَمد لله الَّذِي جعل مملوكي بِحَيْثُ يأمنني وَقد حكى أَنه جَاءَ غُلَام لأبي ذَر بِشَاة لَهُ قد كسر رجلهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَر من كسر رجل هَذِه الشَّاة قَالَ أَنا قَالَ وَلم فعلت ذَلِك قَالَ عمدا لأغضبك فتضربني فتأثم قَالَ أَبُو ذَر لأغيظن من حضك على غيظي فَأعْتقهُ وروى عَنهُ أَنه شَتمه رجل فَقَالَ يَا هَذَا إِن بيني وَبَين الْجنَّة عقبَة فَإِن أَنا جزتها فوَاللَّه مَا أُبَالِي بِقَوْلِك وَإِن قصرت دونهَا فَأَنا أهل لأشر مِمَّا قلت وروى ابْن عَبَّاس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ ثَلَاث من لم تكن فِيهِ وَاحِدَة مِنْهُنَّ فَلَا يعتدن بِشَيْء من عمله من لم تكن فِيهِ تقوى تحجزه عَن معاصي الله أَو حلم يكفه عَن السَّفه أَو خلق يعِيش بِهِ فِي النَّاس وَثَلَاث من كَانَ فِيهِ وَاحِدَة مِنْهُنَّ زوج من الْحور الْعين رجل اؤتمن على أَمَانَة خُفْيَة شهية فأداها من مَخَافَة الله تَعَالَى وَرجل عَفا عَن قَاتله وَرجل قَرَأَ قل هُوَ الله أحد فِي دبر كل صَلَاة وَثَلَاثَة أَنا خصمهم يَوْم الْقِيَامَة وَمن أكن خَصمه أخصمه رجل أستأجر أَجِيرا فظلمه وَلم يوفه أجره وَرجل حلف بِي ثمَّ غدر وَرجل بَاعَ حرا وَأكل ثمنه وَمن كفل ثَلَاثَة أَيْتَام كَانَ كَالَّذي قَامَ ليله وَصَامَ نَهَاره وَعدا وَرَاح شاهرا سَيْفه فِي سَبِيل الله وَكنت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة كهاتين وَأَشَارَ إِلَى السبابَة وَالْوُسْطَى وَقد روى عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الرجل الْمُسلم

الصفحة 222