كتاب فضائح الباطنية

ليدرك بالحلم دَرَجَة الصَّائِم الْقَائِم وَإنَّهُ ليكتب حبارا وَمَا يهْلك إلآ أهل بَيته وروى ابْن عَبَّاس عَن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ أَوْصَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين زَوجنِي فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا خُصُوصا دون غَيْرِي فَكَانَ مِمَّا أَوْصَانِي بِهِ أَن قَالَ يَا عَليّ لَا تغْضب وَإِذا غضِبت فَاقْعُدْ وَاذْكُر قدرَة الله تَعَالَى على الْعباد وحلمه عَنْهُم وَإِذا قيل لَك اتَّقِ الله فاترك غضبك عَنْك وأرجع بِحِلْمِك وَقد روى ابْن عَبَّاس عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لِجَهَنَّم بَابا لَا يدْخلهُ إِلَّا من شفى غيظه بِمَعْصِيَة الله وروى أَن إِبْلِيس اللعين ظهر لمُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ يَا مُوسَى إِنَّك اللَّيْلَة تناجي رَبك ولى إِلَيْك حَاجَة فاقضها وَأَنا أعلمك خِصَالًا ثَلَاثًا فِيهِنَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَقَالَ لَهُ مُوسَى مَا هَذِه الْخِصَال قَالَ إياك والحدة فَانِي أَلعَب بِالرجلِ الْحَدِيد كَمَا تلعب الصّبيان بالكرة (يَا مُوسَى اياك وَالنِّسَاء فَانِي لم أنصب قطّ فخأ اثْبتْ فِي نَفسِي من فخ انصبه بِامْرَأَة) يَا مُوسَى اياك وَالشح فَإِنِّي أفسد على الشحيح الدُّنْيَا والاخرة وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من كظم غيظا وَهُوَ يقدر على انفاذه ملأَهُ الله ايمانا وَأمنا وَمن وضع ثوب جمال تواضعا لله وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ كَسَاه الله تَعَالَى حلَّة الْكَرَامَة وَحكي أَن ذَا القرنين لقى ملكا من الْمَلَائِكَة فَقَالَ لَهُ عَلمنِي عملا

الصفحة 223