كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

قال ابن عباس سميت المرأة امرأة لأنها خلقت من المرء وسميت حواء لأنها أم كل حي وكان آدم وحشيا في الجنة لا يطمئن إلى أحد حتى خلقت حواء منه وهو نائم فلما أن استيقظ وهي جالسة إلى جنبه فقال من أنت فقالت أنا زوجتك لتسكن إلي قال نعم فسكن إليها (1) قال عطاء لما سجدت الملائكة لآدم نفر إبليس نفرة ثم ولى مدبرا وهو يلتفت أحيانا هل عصى أحد ربه غيره إلا إبليس فعصمهم الله ثم قال الله لآدم قم يا آدم فسلم عليهم قال فقام فسلم عليهم وردوا عليه ثم عرض الأسماء على الملائكة وهو سرح الجنة فقال الله لملائكته زعمتم أنكم أعلم منه " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " (2) قالوا سبحانك إن العلم منك ولك ولا علم لنا إلا ما علمتنا وذلك قوله عز وجل " وفوق كل ذي علم عليم " (3) قال والعلم يرجع من رجل إلى رجل ويأثره رجل عن رجل حتى يجئ العلم إلى الله ولا يأثره عن أحد فإنه هو العليم علم ما هم إليه صائرون قال فلما أقروا بذلك " قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم " (4) فقال آدم هذه ناقة جمل بقرة نعجة شاة فرس وهو من خلق ربي فكل شئ سمى آدم فهو اسمه إلى يوم القيامة وجعل يدعو كل شئ باسمه حتى يمر بين يديه حتى بقي الحمار وهو آخر شئ مر عليه فخالف الحمار من وراء ظهره فدعاه آدم أقبل يا حمار فعلمت الملائكة أنه هو أكرم على الله وأعلم 2 منهم ثم قال له ربه يا آدم ادخل الجنة تحيا وتكرم قال فدخل الجنة فنهاه عن الشجرة قبل أن تخلق حواء فكان آدم لا يستأنس إلى خلق في الجنة ولا يسكن إليه ولم يكن في الجنة شئ يشبهه فألقى الله عليه النوم وهو أول يوم كان قال فانتزعت من ضلعه الصغرى
_________
(1) تاريخ الطبري 1 / 69
(2) سورة البقرة الاية: 31
(3) سورة يوسف الاية: 76
(4) سورة البقرة الاية: 33

الصفحة 102