كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

من جانبه الأيسر (1) فخلقت حواء منه فلما استيقظ آدم فجلس فنظر إلى حواء تشبه من أحسن البشر ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع وكان الله علم آدم اسم كل شئ فجاءته الملائكة فهنؤوه وسلموا عليه فقالوا يا آدم ما هذه قال هذه امرأة قيل له فما اسمها قال حواء فقيل له لم سميتها حواء قال لأنها خلقت من حي فنفخ بينهما من روح الله عز وجل فما كان من شئ يتراحم له الناس فهو من فضل رحمتهما قال وهب بن منبه (2) لما أسكن الله آدم وزوجه حواء الجنة نهاه عن الشجرة (3) وكانت الشجرة متشعبا غصونها بعضها (4) في بعض وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته فلما أراد إبليس أن يستزلهما (5) دخل في جوف الحية وكانت لها أربع قوائم كأنها بختية من أحسن دابة خلقها الله فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس فاخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته فجاء بها إلى حواء فقال انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها فأخذتها حواء فأكلت منها ثم ذهبت بها إلى آدم فقالت انظر إلى هذه الشجرة ما أطيب طعمها وما أحسن لونها (6) فأكل منها آدم فبدت لهما سوأتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناداه ربه يا آدم أين أنت قال أنا هذا يا رب قال ألا تخرج قال أستحي منك يا رب قال ملعونة الأرض التي منها خلقت لعنة تتحول ثمارها شوكا قال ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرة كانت (7) أفضل من الطلح والسدر
_________
(1) ونقل ابن إسحاق عن ابن عباس أنها خلقت من ضلعه الاقصر الايسر كما في البداية والنهاية 1 / 81
(2) الخبر من طريقه رواه الطبري في تاريخه 1 / 72
(3) وهو قله تعالى في سورة البقرة: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فكتونا من الظالمين) الاية 35
(4) في المختصر: " بعضه " والمثبت عن الطبري
(5) يستزلهما من زل والزلة الخطيئة يعني استنزلهما أوقعهما في الخطيئة
وقال ابن عيسكان إنه أراد صرفهما عما كانا عليه من الطاعة إلى المعصية
(6) زيد في الطبري: وأطيب ريحها
(7) في المختصر: كان ن والمثبت عن الطبري

الصفحة 103