كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

ثم قال يا حواء أنت التي غررت عبدي فإنك لا تحملين حملا إلا حملته كرها فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت وقال للحية أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك فلا يكون لك رزق إلا التراب وأنت عدوة بني آدم وهم أعداؤك حيثما لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه وحيث لقيك شدخ رأسك قيل لوهب وهل كانت الملائكة تأكل قال يفعل الله ما يشاء قال الكلبي ذكر لنا أن آدم لما سكن الجنة حذر أكل الشجرة فيقال والله أعلم إنها شجرة يقال لها شجرة العلم وقال مجاهد الشجرة التي أمر الله آدم أن لا يأكل منها تينة وقال ابن عباس عنب وقال غيره حنطة شجرة البر والحنطة هي السنبلة قالوا وكان آدم وحواء في جوار الله وفي داره ليس لهما رب غيره ولا رقيب دونه يأكلان منها رغدا ويسكنان منها حيث شاءا وأحبا فأتاهما الشيطان في صورة غير صورته فقام عند باب الجنة فنادى حواء يا حواء فأجابته هي وآدم فقال ما أمركما به ربكما وما نهاكما عنه قالا أمرنا أن نأكل من شجر الفردوس كله غير هذه الشجرة التي في وسط الفردوس كيلا نموت قال إبليس فإن الله قد علم أنكما لستما تموتان ولكن علم أنكما حين تأكلان من هذه الشجرة فتكونان ملكين يعلمان الخير والشر فحسدكما على ذلك وإني أقسم لكما يا آدم

الصفحة 104