كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

ترى إلى يمينه بالله إنه لنا لمن الناصحين وذلك أنهما لم يريا أحدا يحلف بالله ولا علما أن أحدا يحلف بالله كاذبا قال فابتدرت حواء فأكلت ثم ناولت آدم فأكل منها فبدت سوأتهما قال وهب بن منبه كان لباس آدم وحواء النور (1) لا يرى هذا عورة هذا ولا هذا عورة هذا وهو قول الله عز وجل " ينزع عنهما لباسهما " (2) قال ابن عباس كان لباس آدم وحواء كالظفر فلما أكلا الشجرة لم يبق منه شئ إلا مثل الظفر " وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة " (3) قال ورق التين وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (4) لولا بنو إسرائيل لم يختر (5) اللحم ولم يخبث الطعام ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر وعن أبي صالح في قوله عز وجل " اهبطوا منها جميعا " (6) قال آدم وحواء والحية وإبليس وفي حديث قال اهبطوا الأرض فلدوا للموت وابنوا للخراب وعن ابن عباس قال إن آدم لما أكل من الشجرة التي نهي عنها قال الله له يا آدم ما حملك على ما
_________
(1) البداية والنهاية 1 / 87
(2) سورة الاعراف الاية: 26
(3) سورة الاعراف الاية: 21 وسورة طه الاية: 121
(4) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 68 - 87 وقال ابن كثير: تفرد به من هذا الوجه وأخرجاه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة به ورواه أحمد ومسلم
(5) كذا في المختصر وفي البداية والنهاية: يخنز
الفساد يكون في الغدر وغيره وخنز اللحم: أنتن فهو خنز وهذا المعنى أقرب (راجع تاج العروس: ختر وخنز)
(6) سورة البقرة الاية: 38

الصفحة 107