كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه قال كان أهل الشام وهم يقاتلون عبد الله بن الزبير بمكة يصيحون به يا ابن ذات النطاقين ويظنونه عيبا فيقول ابن الزبير ابنها والإله أنا والله وهي كما قال أبو ذؤيب الهذلي (1) * وعيرها الواشون أني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها فإن أعتذر منها فإني مكذب * وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها * ثم يقبل على ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فيقول ألا تسمع يا ابن أبي عتيق أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا محمد ابن يحيى بن سليمان نا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق (2) قال حدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتانا نفر من قريش منهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبي بكر قلت لا أدري والله أين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي قالت ثم انصرفوا فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات شعر غنى بها العرب وإن الناس (3) ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج بأعلى مكة وهو يقول (4) * جزا الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا (5) خيمتي أم معبد (6) هما نزلاها بالهدى واهتدوا به (7) * فأفلح من أمسى رفيق محمد
_________
(1) من قصيدة لابي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1 / 70 - 71
(2) الخبر في سيرة ابن هشام 2 / 131 - 132
(3) بالاصل: " إن الناس " والمثبت عن سيرة ابن هشام
(4) الزيادة عن سيرة ابن هشام
(5) في السيرة: حلا
(6) قال ابن هشام: أم معبد بنت كعب امرأة من بني كعب من خزاعة
وقيل اسمها: عاتكة
(7) بالاصل: " واعتدوا به " وصدره في سيرة ابن هشام: هما نزلا بالبر ثم تروجا
وفي المختصر: " واغتدوا " والمثبت عن المطبوعة

الصفحة 12