كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

أيوب وامرأته يا رب دعهم في الجنة وأعطنا غيرهم (1) قال قد فعلت قال ابن عباس فمن زعم أن أولاده نشروا وبعثوا فقد كذب (2) وقال جبريل إن الله يأمرك أن تأخذ " بيدك ضغثا (3) فاضرب به ولا تحنث " (4) وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثا فيه مئة ساق من عيدان القت (5) فيضرب به امرأته لليمين التي حلف عليها (6) قال ابن عباس ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء قال وبعث الله سبحانه (7) فأمطر عليه في داره بعد صلاة العصر حتى توارت بالحجاب جراد الذهب وفي حديث عكرمة قال أتى إبليس فقيل له هذا أيوب قد خلينا بينك وبينه فأت فيه بما قدرت عليه من شئ إلا اثنتين قال إبليس وأي شئ هاتين الثنتين التي منعتنيها قال قال له الرسول يقول لك ربك ليس لك أن تخرج نفسه ثم تعيدها وليس لك على امرأته سلطان قال وعلم الله بما يلقى أيوب مما لم يعلم إبليس فجعل امرأته عونا له قال إبليس فنعم قال وكان أيوب هو بنى المصلى الذي كانوا يصلون فيه وكان منزله فيه وكان ذا ماشية ورقيق وكان إمامهم قال فأقبل على ماشيته فأفناها قال فلا يرى من أيوب شيئا يحبه قال ثم أقبل على رقيقه فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه قال ثم أقبل على ولده فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه قال فأقبل على أيوب في بدنه فابتلاه بلاء شديدا فلما اشتد بأيوب البلاء وذهبت ماشيته ورقيقه وولده فلم يبق إلا هو وامرأته قال لها يا هذه انظري إلى ما آمرك به فاصنعيه قالت وما هو قال احمليني فألقيني في
_________
(1) انظر البداية والنهاية 1 / 258 وقيل: أحياهم الله بأعيانهم وروى ابن عباس عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم) قال: يا بن عباس رد الله امرأته إليه وزاد في شأنها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا
راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 77
(2) انظر الحاشية السابقة
(3) الضغث كالعثكال وهي قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد مثل الاسل
(4) سورة ص الاية: 44
(5) القت: الفصفصة وهي الرطبة من علف الدواب
(6) وكان قد أقسم لما جاءته بطلب من إبليس تحاول أن تسقيه شربة من خمر فيها شفاؤه قال لها: لله علي إن عافاني لاجلدنك مئة جلدة
راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67
(7) كذا

الصفحة 124