كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

البخاري نا عيسى بن الجنيد أبو أحمد النحوي الكشي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال حدث عوانة بن الحكم قال (1) اجتمع في ضيافة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وهي تحت مصعب بن الزبير الفرزدق بن غالب وجرير بن الخطفي وكثير عزة ونصيب وجميل بن معمر فمكثوا ثلاثا فأذنت لهم فجلسوا حيث تراهم ولا يرونها وتسمع (1) كلامهم فخرجت إليهم وصيفة قد روت الأحاديث والأشعار فقالت أيكم الفرزدق فقال ها أنا ذا قالت أنت القائل (2) * هما دلتاني (3) من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا * أحي يرجى أم قتيل نحاذره فقلت ارفعوا (4) الأسباب (5) لا يشعروا بنا * وأقبلت في أعجاز ليل أبادره أبادر بوابين قد وكلا (6) بنا * وأحمر من ساج بص مسامره فأصبحت في القوم القعود وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره ترى أنها أمست حصانا وقد جرت * لنا برتاها (7) بالذي أنا شاكره * قال نعم أنا قائله قالت فما دعاك إلى إفشاء سرك وسرها ألا سترت على نفسك وعليها خذ هذه الألف والحق بأهلك ثم دخلت على مولاتها وخرجت فقالت أيكم جرير قال ها أنا ذا قالت أنت القائل * طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فارجعي بسلام تجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام * * لو كان عهدك كالذي حدثتنا * لوصلت ذاك فكان عير رمام (8) إني أواصل من أردت وصاله * بحبال لا صلف ولا لوام
_________
(1) الخبر بطوله والشعر في الاغاني 16 / 161 وما بعدها وانظر مصارع العشاق 2 / 79 وما بعدها
(2) تقدمت الابيات قريبا وانظر ديوان الفرزدق 1 / 259 (ط
صادر بيروت)
(3) بالاصل: و " ز ": دلياني
(4) في الديوان: ارفعا الاسباب
(5) في الاغاني: الامراس
(6) بالاصل و " ز ": " وكلوا بنا " والمثبت عن الديوان والاغاني
(7) بالاصل و " ز ": " برباها " والمثبت عن الديوان
(8) بالاصل و " ز ": لو كان عهدي
غير ذمام

الصفحة 213