كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

فتحايت وقالت فداك أبي إن رأيت أن تعفيني فقالت لا أعفيك بل أعزم عليك قالت كنت وعدته قبلة قالت أنجزيها وإثمها علي أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي إجازة أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثني يزيد بن محمد أخبرني محمد بن سلام الجمحي قال (1) أرادت عزة أن تعرف ما لها (2) عند كثير فتنكرت له ومرت به متعرضة فقام فاتبعها فكلمها فقالت له فأين حبك عزة فقال أنا الفداء لك لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك قالت ويحك لا تفعل فقد بلغني أنها لك في صدق المودة ومحض المحبة والهوى على حسب الذي كنت تبدي لها من ذلك وأكثر وبعد فأين قولك (3) * إذا وصلتنا خلة كي نزيلها (4) * أبينا وقلنا الحاجبية أول * فقال كثير بأبي أنت وأمي اقصري عن ذكرها واسمعي ما أقول ثم قال * هل وصل عزة إلا وصل غانية * في وصل غانية من وصلها بدل * قالت فهل لك في المجالسة (5) فقال لها وكيف لي بذلك فقالت له فكيف بما قلت في عزة وسيرته لها فقال أقلبه فيتحول إليك ويصير لك قال فسفرت عن وجهها عند ذلك وقالت أغدرا وتنكاثا يا فاسق وإنك لها هنا يا عدو الله قال فبهت وأبلس (6) ولم ينطق (7) وتحير وخجل ثم إنها عرفت أمرها ونكثه وغدره بها وأعلمته سوء أفعاله وقلة حفاظه ونقضه للعهد والميثاق ثم قالت قاتل الله جميلا حيث يقول (8) * لحى الله من لا ينفع الود عنده * ومن حبله إن مد (9) غير متين
_________
(1) الخبر باختلاف الرواية في الاغاني 9 / 32
(2) كذا بالاصل و " ز " وفي المطبوعة: حالها
(3) البيت في ديوان كثير ص 160
(4) صدره في الديوان: إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا
(5) كذا بالاصل و " ز " وفي الاغاني: المخاللة
(6) بالاصل: وأفلس والمثبت عن " ز " والاغاني
قوله: أبلس يعني سكت وتحير
(7) في المطبوعة: ينطق جوابا
(8) البيتان في ديوان جميل ص 126 (طبعة بيروت
صادر)
(9) بالاصل و " ز ": صد والمثبت عن الديوان

الصفحة 284