كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

* ومن هو ذو وجهين ليس بدائم * على العهد حلاف لكل يمين * فأنشأ كثير يقول بانخزال وحصر وانكسار يعتذر إليها ويتنصل مما كان منه واحتال في دفع زلته متمثلا بقول جميل ويقال بل سرقه من جميل ونحله إلى نفسه فقال (1) * ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي * من المذعف القاضي (2) وسم الذرارح فمت ولم تعلم علي خيانة * ألا رب باغي الربح ليس برابح فلا تحمليها واجعليها جناية (3) * تروحت منها في مياحة مائح أبؤ بذنبي إنني (4) قد ظلمتها * وإني بباقي سرها غير بائح * أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وابن العلاف قالا أنا أبو القاسم الواعظ أنا أحمد بن إبراهيم نا أبو بكر الخرائطي نا أبو يوسف الزهري نا الزبير بن بكار قال بينا كثير ينشد الناس وقد حشدوا له إذ مرت به عزة ومعها زوجها فقال لها زوجها والله لتسبنه أو لأسوأنك (5) فقربت منه تسبه فأنشأ يقول (6) يكلفها الخنزير سبي (7) وما بها * هواني ولكن للمليك استدلت هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزى من أعراضنا ما استحلت فما أنا بالداعي لعزة بالجوى (8) * ولا شامت إن نعل عزة زلت أصاب الردى من كان يهوى لك الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنت (9) قال ونا الزبير بن بكار قال بلغ كثيرا أن عزة مريضة بمصر وأنها تشتاقه فخرج
_________
(1) الابيات في الاغاني 9 / 32، وليست في ديوان كثير الذي بين يدي (ط
بيروت
دار الكتاب العربي) وهي في ديوان جميل ص 30 (ط
بيروت
صادر)
(2) بالاصل و " ز " المرعف العاصي " والمثبت عن ديوان جميل وفي الاغاني: من السم جدحات بماء الذرارح
(3) بالاصل و " ز ": خيانة والمثبت عن ديوان جميل
(4) بالاصل " أبوء بديني أني " والمثبت عن الديوان
(5) بالاصل: " لاسوءك " والمثبت عن " ز "
(6) ديوان كثير ص 56 و 57
(7) في الديوان: شتمي
(8) في الديوان: بالردى
(9) ليس في الديوان

الصفحة 285