كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)
كان تحت يدها اثنا عشر ألف قيل (1) تحت يد كل قيل مئة ألف (2) وعن مجاهد إن ذا القرنين ملك الأرض كلها إلا بلقيس صاحبة مأرب (3) وإن ذا القرنين كان يلبس ثياب المساكين ثم يدخل المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقاتل أهلها فأخبرت بلقيس بذلك فبعثت رسولا يصور لها صورته في ملكه حين يقعد وصورته في ثياب المساكين ثم جعلت كل يوم تطعم المساكين فتجمعهم فجاءها رسولها بصورته فجعلت إحدى صورتيه على باب بيتها والأخرى على باب الأصطوان فكانت تطعم المساكين كل يوم فإذا فرغوا عرضتهم واحدا واحدا حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس المساكين إلى طعامها فلما فرغوا أخرجتهم واحدا واحدا وهي تنظر إلى صورته في ثياب المساكين حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فعرفته فقالت احبسوا هذا فقال لها لم حبستني فإنما أنا مسكين من المساكين قالت أنت ذو القرنين وهذه صورتك في ثياب المساكين والله لا تفارقني أو تكتب أمانا بملكي أو أضرب عنقك فلما رأى ذلك كتب لها أمانا بملكها فلم ينج منه أحد غيرها وعن قتادة * " إني وجدت امرأة تملكهم " (4) قال بلغني أنها امرأة تسمى بلقيس أظنه قال بنت شراحيل أحد أبويها من الجن (5) موخر أحد قدميها مثل حافر الدابة (6) وكانت بأرض يقال لها مأرب على ثلاثة (7) أيام من صنعاء
_________
(1) القيل بلغة أهل اليمن الملك من ملوك حمير يقول ما يشاء والجمع أقوال وأقيال
وقال أبو عبيدة: الاقيال ملوك باليمن دون الملك الاعظم
والقيل يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره
(2) الكامل لابن الاثير 1 / 160
(3) مأرب: بهمزة ساكنة وكسر الراء هي بلاد الازد باليمن وهي بين حضرموت وصنعاء بينها وبين صنعاء أربعة أيام (معجم البلدان)
(4) سورة النمل الاية: 23
(5) أمها كانت من الجن كما في البداية والنهاية 2 / 29
(6) البداية والنهاية قال ابن كثير: وهذا ضعيف
(7) كذا وفي معجم البلدان: أربعة أيام
الصفحة 68
304