كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)
فدخل وقضى سلامه فقال إيها يا حنيف بني قيس قال مهلا يا أمير المؤمنين بل الأحنف بن قيس (1) قال أنت المطلع غدرا النار في عطفيه شزرا تحمل قومك على مدلهمات الفتن وتذكرهم بقديمات الإحن مع قتلك أمير المؤمنين عثمان وخذلانك أم المؤمنين عائشة وورودك علي بالخيل يوم صفين (2) فقال والله يا أمير المؤمنين إن منه ما أعرف ومنه ما أنكر فأما قولك قتل أمير المؤمنين فأنتم معشر قريش نحرتم ودجه (3) وسقيتم الأرض دمه وأما قولك خذلاني أم المؤمنين عائشة فإني نظرت في كتاب الله فلم أر لها علي حقا إلا أن تقر في بيتها وتستتر بسترها فلما برزت عطلت ما كان لها علي من حق وأما قولك ورودي عليك بالخيل يوم صفين حين أردت أن تقطع أعناقهم عطشا وتقتلهم غرثا وأيم الله لو أحد الأعجمين غلب كانوا أنكى شوكة وأشد كلبا قال اخرج عني ثم قال (4) ائذنوا لزيد بن جبلة فدخل وقضى سلامه فقال له إياها يا زبيد بني جليبة قال مهلا يا أمير المؤمنين بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين إنا فررنا قريشا كلها فوجدناك آمنها عهدا وأوفاها عقدا فإن تف فأهل الوفاء أنت وإن تغدر فإنا خلفنا خلفنا خيلا جيادا وأذرعة شدادا وأسنة حدادا وإن شئت لتصفين روعة صدورها بفضل رأيك وحلمك قال إذا نفعل قال إذا نقبل قال اخرج عني ثم قال ئذن لجارية بن قدامة (5) فدخل وقضى سلامه فقال له إيها يا جويرية بني قدامة قال مهلا يا أمير المؤمنين بل جارية بن قدامة يا أمير المؤمنين إنا كنا نصار حرب يوم الفجار حين حزتم الغبار وهمت قريش بالفرار فقال له مه لا أرضى (6) لك أنت الذي قربت أهل الشام ظباة السيوف وأطراف الرماح قال إي والله يا أمير المؤمنين إني لأنا هو ولو كنت بالمكان الذي كان فيه أهل الشام لقريتك بمثل ما قريتهم به قال فحاجتك يا
_________
(1) أخبار الوافدين على معاوية من الرجال ص 32
(2) العبارة في أخبار الوافدين: أنت المطلع علينا بالغدر والناظر في عطفيه شذرا أنت الذي مرضت نفسك بالغرور وقدمت على مفظعات الامور مع إعانتك علي بن أبي طالب وجلادك إياي إجلابك على الخيل والرجل يوم صفين وتحملك على أهل الشام بقوائم السيوف وطول الرماح؟
(3) في أخبار الوافدين: وجررتم أفلاذه " بدلا من: " نحرتم ودجه "
(4) انظر ترجمة زيد بن جلبة في تاريخ مدينة دمشق 19 / 342 وأخبار الوافدين على معاوية ص 41
(5) أخبار الوافدين على معاوية ص 35 في رواية وص 41 من رواية الحافظ ابن عساكر
والخبر في العقد الفريد 4 / 109
(6) في أخبار الوافدين: الارض لك
الصفحة 86
304