كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)

فأرسلتها سلامة فغنت * تردى بمجد من أبيه وجده (1) * وقد أورثا بنيان مجد مشيدا * فطرب يزيد وشق حلة كانت عليه حتى سقطت في الأرض ثم قال أحسنتما أفتأذنان لي أن أطير قالت له حبابة على من تدع الأمة قال عليك قال يزيد بن عبد الملك لحبابة ذات يوم (2) أتعرفين أحدا هو أطرب مني قالت نعم مولاي الذي باعني فأمر بإشخاصه فأشخص إليه مقيدا فأدخل وحبابة وسلامة تغنيان فغنته سلامة لحن الغريض (3) * تنشط غدا دار جيراننا (4) فطرب وتحرك في قيوده ثم غنته حبابة لحن ابن سريج (5) المجرد في هذا الشعر فوثب وجعل يحجل (6) في قيده ويقول هذا وأبيكما ما لا تعذلاني به حتى دنا من الشمعة فوضع لحيته عليها فأحرقت وجعل يصيح الحريق يا أولاد الزنا فضحك يزيد وقال هذا والله أطرب الناس حقا ووصله وسرحه إلى بلده قال أبو أويس (7) قال يزيد بن عبد الملك ما تقر عيني بما وليت من أمر الدنيا حتى أشتري سلامة جارية مصعب بن زهير الزهري وحبابة جارية لاحق فأرسل فاشتريتا له فلما اجامعتا عنده قال أنا الآن كما قيل (8)
_________
(1) الاغاني: وأمه
(2) الخبر والشعر في الاغاني 1 / 316 في أخبار ابن سريج
(3) الغريض لقب واسمه عبد الملك وكنيته أبو يزيد من مولدي البربر انظر أخباره في الاغاني 2 / 359
(4) البيت لعمر بن أبي ربيعة وهو في ديوانه ص 95 (ط
صادر) وتمامه فيه: تشط غدا دار جيراننا * وللدار بعد غد أبعد (5) هو عبيد بن سريج أبو يحيى ترجمته وأخباره في الاغاني 1 / 248
(6) حجل حجلا وحجلانا رفع رجلا وتريث في مشيه على رجله الاخرى
(7) الخبر والشعر في الاغاني 15 / 122 - 123
(8) البيت لمعقر بن حمار البارقي يصف امرأة كانت لا تستقر على زوج كلما تزوجت رجلا لم ترض به ولم تأنس به فاستبدلته بآخر إلى أن تزوجت رجلا أرضاها ونسب أيضا إلى عبد ربه السلمي ونسب إلى سليم بن ثمامة الحنفي
والبيت في الاغاني 15 / 123 والعقد الفريد 6 / 162 وتاج العروس: عصو طبعة دار الفكر

الصفحة 91