كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 69)
* كفى حزنا بالواله الصب أن يرى * منازل من يهوى معطلة قفرا (1) * فصاح صيحة وخر مغشيا عليه فلم يفق إلى أن مضى من الليل هوي (2) فلم يزل بقية ليله باكيا ومن غده فلما كان اليوم الثاني وقد انفرد في بيت يبكي عليها جاؤوا إليه فوجدوه ميتا توفيت حبابة في رجب سنة خمس ومئة ولم يلبث بعدها يزيد إلا أربعين يوما حتى هلك (3)
9323 - حبة بنت الفضل من النسوة الفصيحات قدمت دمشق مستأمنة لزوجها عبد الله بن فضالة قال عبيد الله بن عبد الله بن فضالة الزهراني نادى منادي الحجاج بن يوسف يوم رستقباذ (4) أمن الناس كلهم إلا أربعة عبد الله ابن الجارود (5) وعبد الله بن فضالة وعكرمة بن ربعي وعبيد الله بن زياد بن ظبيان (6) قال فأتي برأس عبد الله بن الجارود فلم يصدق فرحا به وقال عمموه لي أعرفه فإني لم أره قط إلأ معتما فعمم له فعرفه وأما عبيد الله بن زياد فإنه انطلق إلى عمان فأصابه الفالج بها فمات وأما عكرمة بن ربعي فإنه لحقته خيل الحجاج في بعض سكك المربد (7) فعطف عليهم فقتل منهم نيفا وعشرين رجلا ثم قتلوه وأما عبد الله بن فضالة فإنه أتى خراسان فلم يزل بها حتى ولي المهلب خراسان
_________
(1) البيت في الاغاني 15 / 145 ومروج الذهب 3 / 242
(2) الهوي من الليل: ساعة منه
(3) مات يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة 105 بأربد من أرض البلقاء من أعمال دمشق كما في مروج الذهب 3 / 239
(4) في مختصر ابن منظور: " رسقياداذ " والمثبت عن تاريخ الطبري قال ياقوت: رستقباذ من أرض دستوا زاد الطبري: من كور الاهواز
انظر عن هذا اليوم تاريخ الطبري 3 / 551 حوادث سنة 75
(5) انظر أخباره في تاريخ الطبري 6 / 210 والكامل لابن الاثير (حوادث سنة 75) وتاريخ الاسلام للذهبي (حوادث سنة 61 - 80) ص 324
(6) انظر أخباره في تاريخ الطبري 3 / 426، 518، 521 و 522
(7) المربد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة هو موضع سوق الابل بالبصرة (معجم البلدان)
الصفحة 93
304