كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)
تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر: وما عساهم أن يفعلوا بي، إنى واللَّه لآتينهم، فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد على بن أبي طالب، ثم قال: أنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك اللَّه. ولم ننفس عليك خيرًا ساقه اللَّه إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر. وكنا نحن نرى لنا حقًّا لقرابتنا من رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -. فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال: والذى نفسى بيده لقرابة رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أحب إلى أن أصل من قرابتى. وأما الذي شجر بينى وبينكم من هذه الأموال فإنى لم آل فيها من الحق ولم أترك أمرًا رأيت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يصنعه فيها إلا صنعته. فقال على لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر رقى على المنبر. فتشهد. وذكر شأن على وتخلفه عن البيعة. وعذره بالذى اعتذر إليه. ثم استغفر. وتشهد على بن أبي طالب فعظم حق أبي بكر وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذى فضله اللَّه به. ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبًا. فاستبد علينا به. فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون. وقالوا: اصبت. فكان المسلمون إلى على قريبًا حين راجع الأمر المعروف". والسياق لمسلم.
قوله: باب (45) ما جاء ما قال النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم فتح مكة "إن هذه لا تغزى بعد اليوم"
قال: وفي الباب عن ابن عباس وسليمان بن صرد ومطيع
2658/ 78 - أما حديث ابن عباس:
فرواه عنه مقسم وعكرمة وطاوس وعمرو بن دينار.
* أما رواية مقسم عنه:
ففي مصنف عبد الرزاق 5/ 206 والطبراني في الكبير 11/ 406 والأوسط 3/ 229 و 300:
من طريق معمر عن قتادة قال: وأخبرنى عثمان الجزرى عن مقسم عن ابن عباس قال: فادى النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - بأسارى بدر فكان فداء كل واحد منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء فقام إليه على بن أبي طالب فقتله صبرًا. قال: من للصبية يا محمد؟ قال: "النار" وعثمان ذكر في التهذيب في ترجمة معمر أنه الشاهد وظن بعضهم أنه عثمان بن عمرو بن ساج وفيه نظر لأن ابن ساج من شيوخه معمر عكس ما نحن فيه وابن ساج ضعيف والشاهد يحتاج إلى مزيد بحث.
الصفحة 2406
3822