كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)

وقد اختلف في إسناده على، يحيى فقال عنه على بن المبارك وحرب بن شداد ما تقدم إلا أن حرب بن شداد قال: مرة عن يحيى عن حية بن حابس سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -. ومال الحافظ في الإصابة 1/ 271 إلى أنه سقط من السند ذكر أبيه وعزا هذه الرواية إلى ابن أبي عاصم. وفيما قاله الحافظ نظر فإن ابن أبي عاصم ذكر حابسًا أولًا وساق له هذا الحديث ثم ثنى بقوله: "حية بن حابس" وساق له هذا الحديث أيضًا فبان بهذا أن ابن أبي عاصم يثبت الصحبة لحية ووالده ولعل الحافظ نظر إلى الموضع الأول من الصحابة لابن أبي عاصم فبنى قوله السابق عليه. خالفهما شيبان إذ قال عن يحيى عن حية عن أبيه عن أبي هريرة. خالفهما أبان بن يزيد العطار إذ قال عن يحيى أن رجلًا حدثه عن أبي هريرة.
وقد اختلف أهل العلم في الحديث. فمنهم من حكم عليه بالاضطراب كما مال إلى هذا ابن عبد البر في الاستيعاب وذكره عنه الحافظ في الإصابة. وأما البخاري فلم يرجح وخالفه الترمذي إذ رجح رواية ابن المبارك. ففي علله ما نصه بعد أن ذكر له رواية شيبان وعلى بن المبارك "قلت له كيف على بن المبارك؟ قال: صاحب كتاب. وشيبان صاحب كتاب. ولم أر محمدًا يقضى في هذا الحديث بشىء" قال أبو عيسى: وكأن حديث على بن المبارك أشبه لما وافقه حرب بن شداد" واختلف في الروايات السابقة أي تقدم فمال أبو حاتم إلى تقديم رواية على بن المبارك. خالفه أبو زرعة فقدم رواية شيبان وعضد ذلك بأن أبان العطار قد تابع شيبات إذ قال أبان عن يحيى عن رجل عن أبيه عن أبي هريرة فبان أن المبهب في رواية أبان هو المبين في رواية شيبان. إلا أن رواية أبان وجدتها في تاريخ البخاري ليس فيها إلا ما قدمته قبل عن يحيى عن رجل عن أبي هريرة فاللَّه أعلم. وانظر العلل 2/ 249 و 250.
وقد حكم على الحديث بالضعف يخرج مفاريد أبي يعلى بناء على جهالة شيخ يحيى وأنه انفرد بالرواية عنه ورد ما مال إليه ابن أبي عاصم من إثبات الصحبة لحية.
وأبن أبي عاصم أقعد ممن نفى الصحبة لحية واللَّه أعلم.

2663/ 83 - وأما حديث عائشة:
فرواه عنها أبو حسان وعلقمة بن أبي علقمة عن أمه.
* أما رواية أبي حسان عنها:
ففي أحمد 6/ 150 و 240 و 246 وإسحاق 3/ 751 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 17 و 27 والطحاوى في شرح المعانى 4/ 314 والمشكل 2/ 255 والحاكم 2/ 479:

الصفحة 2413