كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)

صابر محتسب مقبل غير مدبر". ثم قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "كيف قلت؟ " قال: أرأيت إن قتلت في سبيل اللَّه أتكفر عنى خطاياى؟ فقال رسول - صلى اللَّه عليه وسلم -: "نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبريل -عليه السلام- قال لى ذلك". والسياق لمسلم.
وقد اختلف في وصله وإرساله ومن أي مسند هو وغيره.
وذلك أنه رواه عن محمد بن قيس، ابن عجلان وابن دينار.
أما ابن عجلان فقال عن محمد بن قيس عن ابن أبي قتادة عن أبيه. وأما عمرو بن دينار، فرواه عنه ابن عيينة وعنه وقع الخلاف في الوصل والإرسال إذ قال عبد الجبار بن العلاء ومحمد بن عباد الدمشقى وشعيب بن عمرو الدمشقى وابن أبي عبد الرحمن المقرى عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار وابن عجلان سمعا محمد بن قيس عن ابن أبي قتادة عن أبيه. وقال الحميدي وسعيد بن منصور ومحمد بن ميمون وفهم بن عبد الرحمن وعباس بن يزيد وسعدان بن نصر عن ابن عيينة نا محمد بن عجلان أخبرنى محمد بن قيس عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه رفعه. وقالوا أيضًا عن ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن قيس رفعه. وتوضيح ذلك أن هؤلاء إذا رووا الحديث من طريق ابن عيينة عن ابن عجلان وصلوه وإذا رووه من طريق ابن عيينة عن عمرو أرسلوه، وأهل الطبقة الأولى أدرجوا رواية عمرو المرسلة مع رواية ابن عجلان الموصولة، وقد نبه على هذا الخلاف الكنانى والدارقطني ففي تحفة المزى 9/ 250 ما نصه: "قال حمزة بن محمد الكنانى الحافظ -صاحب النسائي- هذا الحديث خطأ وإنما رواه الثقات عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن قيس عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - مرسلًا وعن ابن عيينة عن محمد بن عجلان عن محمد بن قيس عن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - وقد رواه غير واحد عن ابن عيينة فجمعهما عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان فحملوا حديث عمرو بن دينار المرسل على حديث محمد بن عجلان ولا أدرى كيف جاز هذا على أبي عبد الرحمن ولعله اتكل فيه على عبد الجبار".
* وأما الخلاف فيه على المقبرى:
فرواه عنه يحيى بن سعيد وحماد بن زيد والليث وابن أبي ذئب وابن عجلان وعبد الرحمن بن إسحاق وحميد بن زياد ونجيح بن عبد الرحمن. أما ابن عجلان ومن بعده فقالوا عن المقبرى عن أبي هريرة فسلكوا الجادة وقد حكم الدارقطني على هذا السياق بالغلط وتقدم بيان من خرجه في الحديث السابق.

الصفحة 2438