كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)

من طريق شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن على قال: "إذا حدثتكم عن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - حديثًا فاعلموا أنى لأن أقع من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن أقول على رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ما لم يقل ولكن الحرب خدعة" وسنده صحيح.

2702/ 6 - وأما حديث زيد بن ثابت:
فرواه أبو عوانة 4/ 212 والترمذي في العلل الكبير ص 275 والفسوى في التاريخ 2/ 300 و 376 والعقيلى 3/ 453 وابن جرير في التهذيب مسند على 1/ 123 والطحاوى في المشكل 7/ 368 وابن المقرى في معجمه ص 354 والطبراني في الكبير 5/ 136 وتمام في فوائده 2/ 281 والدارقطني في الأفراد 3/ 73 و 74:
من طريق فضالة بن المفضل بن فضالة أبي ثوابة قال: حدثنى أبي أن محمد بن عجلان حدثه عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت -رضي اللَّه عنه- أن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قال: "الحرب خدعة". والسياق لأبي عوانة وعقبه بقوله. لم يروه غير ابن المفضل" وقال الهيثمى في المجمع 5/ 320: "وفيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف". اهـ. وتعقبه مخرج الطبراني بقوله: "قلت: رواه الفسوى في المعرفة والتاريخ 1/ 30 عن شيخه أبي ثمامة عن محمد بن عجلان به". اهـ. ففي هذا رد على الهيثمى ويلزم منه الرد على أبي عوانة وبعده الدارقطني في الأفراد.
وقبلهما البخاري ففي علل الترمذي: "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: نظرنا في كتب المفضل فلم نجد هذا فيه وإنما يروى هذا عن ابن المفضل عن أبيه عن ابن عجلان عن أبي الزناد". اهـ.
وما قاله لا يغنى من ذلك شيئًا وذلك لأن ما نقله أولًا من الفسوى غير سديد ولم يروه الفسوى في ذلك الموضع الذي ذكره بل في الموضعين اللذين ذكرتهما إذ قال في الموضع الأول: حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو ثمامة أن محمد بن عجلان به وقال في الموضع الثانى "حدثنا أبو ثوابة بن المفضل حدثنى أبي المفضل بن فضالة بن عبيد القتبانى أن محمد بن عجلان حدثه" فذكره فبان أن في الموضع الأول غلط وأن شيخ الفسوى في الموضع الأول هو أبو يوسف الفارسى وشيخ أبي يوسف يكنى أبا ثوابة وأنه فضالة بن المفضل. وبان بما تقدم أن الفسوى يروى الحديث في الموضع الأول عن أبي ثوابة بواسطة أبي يوسف وفي الموضع الثانى مباشرة ومما جعلنى أجزم بهذا الجزم، إخراج أبي عوانة الحديث في مستخرجه من طريق شيخ الفسوى أبي يوسف على الصواب واللَّه الموفق.

الصفحة 2453