كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)

فحمد اللَّه وقال: "عدة أصحاب طالوت" ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إليهم فقال: "معى معى" ثم إن رسول اللَّه قال: "اللهم إنى أنشدك وعدك" فقال ابن رواحة: يا رسول اللَّه إنى أريد أن أشير عليك -ورسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أفضل من يشير عليه- إن اللَّه -عز وجل- أعظم من أن تنشده وعده فقال: "يا ابن رواحة لأنشدن اللَّه وعده فإن اللَّه لا يخلف الميعاد" فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - في وجوه القوم فانهزموا فأنزل اللَّه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} فقتلنا وأسرنا فقال عمر -رضي اللَّه عنه-: يا رسول اللَّه ما أرى أن يكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ثم استيقظ ثم قال: "ادعوا لى عمر" فدعى له فقال: "إن اللَّه -عز وجل- قد أنزل عليَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} والسياق للطبراني.
والحديث حسنه الهيثمى في المجمع 6/ 74 ورد عليه يخرج الطبراني بقوله: "قلت ليس بحسن لأن في إسناده ابن لهيعة والراوى عنه من غير العبادلة". اهـ. وهذا التعقب لاعتماده كون الراوى عن ابن لهيعة غير العبادلة غير صواب فقد رواه الطبراني من طريق عبد اللَّه بن يوسف ورواه أحمد من طريق ابن وهب وابن المبارك وهؤلاء هم العبادلة في الواقع، وابن لهيعة قد صرح بالسماع فانتفى عنه التدليس وما قيل في سماعه. إنما الملحوظ ما قاله الهيثمى من كون أبي أيوب لم يشهد بدرًا. وأيضًا تقدم في الطهارة في باب النضح بعد الوضوء أن ابن لهيعة روى حديثا من رواية العبادلة وصرح بالسماع مع ذلك حكم عليه أبو حاتم بالبطلان وليس فيه إلا ابن لهيعة ولعل أبا حاتم الرازى لم يقتنع بهذا التفصيل في ابن لهيعة. وقد قيل إنه يدلس سوى ذلك ويأتى بسطه في القدر.

قوله: 8 - باب ما جاء في الدعاء عند القتال
قال: وفي الباب عن ابن مسعود

2710/ 14 - وحديثه:
رواه أحمد 1/ 406 و 422 والطبراني في الكبير 9/ 82 والدعاء له ص 1303 و 1304: من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال: لما هزم اللَّه -عز وجل- المشركين يوم بدر مررت فإذا أبو جهل صريع فقلت: يا عدو اللَّه يا أبا الجهل قد أخزى اللَّه

الصفحة 2461