كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)
حملت اللحم سابقته فسبقنى فقال: "هذه بتلك السبقة". والسياق لأبي داود.
وقد اختلف في إسناده على هشام فقال عنه الفزارى ما تقدم. خالفه أبو أسامة وأبو معاوية إذ قالا عنه عن رجل عن أبي سلمة عنها. وقال جرير بن عبد الحميد عن هشام أراه عن أبيه عنها. وقال حماد بن سلمة وأبو حفص المعيطى وابن عيينة وابن أبي الزناد ومحمد بن كثير عن هشام عن أبيه عنها بالجزم. وهذا لا يتنافى مع رواية أبي إسحاق الفزارى والظاهر أنه كان عند هشام على الوجهين اللذين ساقهما الفزارى. إلا أن الإشكال قائم في رواية أبي أسامة فإن حمل على أن الرجل المبهم هو عروة فلا يضر إلا أنى لم أر فيما سبق ثم وجدت رواية لأبى أسامة أنه يرويه عن هشام عن أبي سلمة عنها بإسقاط المبهم فاللَّه أعلم. أهذا الخلاف من هشام أم من أبي أسامة علمًا بأن أبا أسامة من أوثق أصحاب هشام. وهذا لا يضر في صحة الحديث فالعمدة على رواية سفيان بن عيينة ومن تابعه وقد تابع الفزارى على قوله عن أبي سلمة عنها متابعة قاصرة على بن زيد بن جدعان كما عند ابن أبي شيبة وغيره. وقدم أبو زرعة رواية أبي أسامة وأبي معاوية وانظر العلل 2/ 322.
2732/ 36 - وأما حديث أنس:
فرواه عنه حميد وثابت وأبو لبيد.
* أما رواية حميد عنه:
ففي البخاري 6/ 73 وأبي داود 5/ 152 والنسائي 6/ 226 وأحمد 3/ 103 وابن أبي شيبة 7/ 715 و 719 وأبي الشيخ في أخلاق النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ص 153 والدارقطني 4/ 301 و 303 والبيهقي 10/ 16:
من طريق زهير وغيره عن حميد عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: كان للنبي - صلى اللَّه عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء لا تسبق قال حميد: أو لا تكاد تسبق فجاء أعرابى على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال: "حق على اللَّه أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه". والسياق للبخاري وقد صرح حميد بالسماع في الصحيح.
* وأما رواية ثابت عنه:
ففي أبي داود 5/ 151 و 152 وأحمد 3/ 253:
من طريق حماد عن ثابت عن أنس قال: كانت العضباء لا تسبق فجاء أعرابى على قعود له فسابقها فسبقها الأعرابى فكأن ذلك شق على أصحاب رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -. فقال:
الصفحة 2479
3822