كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي «وفي الباب» (اسم الجزء: 4)

المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية يقول: قام فينا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقيل: يا رسول اللَّه وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد. فقال: "عليكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًا وسترون من بعدى اختلافًا شديدًا، فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة" والسياق لابن ماجه وإسناده حسن من أجل ابن المطاع وابن زبر ثقة.
* وأما رواية المهاجر بن حبيب عنه:
ففي السنة لابن أبي عاصم 1/ 18 والطبراني في الكبير 18/ 248:
من طريق إسماعيل بن عياش عن أرطاة بن المنذر عن مهاجر بن حبيب عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللَّه إن هذه موعظة مودع فقال: "أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًّا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها بدعة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ" والسياق للطبراني ومهاجر ذكره ابن حبان في الثقات 7/ 525 وذكر أنه أخ لضمرة بن حبيب وسبق أن ذكر في الثقات آخر 5/ 454 متفق مع هذا في الاسم والنسبة. وعلى كل يبعد سماعه من العرباض أيًّا كان إذ جعله ابن حبان من أتباع التابعين.
* وأما رواية عبد الرحمن بن أبي بلال عنه:
ففي أحمد 4/ 127 والطبراني في الكبير 18/ 249:
من طريق بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن أبي بلال عن العرباض بن سارية بنحو ما تقدم. وتقدم أنه وقع فيه خلاف على بقية.
* وأما رواية جببر بن نفير عنه:
ففي السنة لابن أبي عاصم 1/ 20 والطبراني في الكبير 18/ 257:
من طريق شعوذ الأزدى عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - ذات يوم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل من المسلمين: كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول اللَّه؟ قال: "إنى قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى منكم إلا هالك وإنه من يعش

الصفحة 2495