كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يجوز أن يكون بعض المعاني لم توضع له ألفاظ تدل على خصوصه،
كأنواع الروائح المختلفة، فانه ليس لكل رائحة لفظ يدل عليها
بخصوصها وإنما تعرف بالتقييد كرائحة المسك مثلا، وكذلك أنواع
الطعوم واللذات.
وقوله. ((بلا احتياج) " يفهم منه أن المعنى المحتاج احتياجا قوتا
إلى لفظ مستقل (1) لابد منه وهو كذلك.
167 واللغة الرفي لها قد وضعا ... ... ... ... ... ... ... ...
يعني أن اللغات توقيفية وضعها الله للخلق، وعقمها أباهم آدم
فتعلمتها منه ذريته، والدليل على هذا ؤ 3 له تعالى: < وءلمم ءادم الانتبما
كها) [البقرة/31]، وقوله ع! ي! في حديث الشفاعة حاكيا عن أهل
الموقف مقررا له: "وعلمك أسماء كل شيء" (2).
... ... ... ... ... ... وعزوها للاصطلاح سمعا
168 فبالإشارة وبالتعين كالطفل فهم ذي الخفا والبئن
يعني أن كون اللغات اصطلاحية أي وضعها البشر [و] اصطلحوا
عليها مسموع أيضا، وهو قول أكثر المعتزلة وبعض أهل السنة، وعلى
هذا القول فالمفاهمة حصلت بينهم أؤلا بالاعتماد على الاشارة والتعيين
(1) الاصل: مستعمل!
(2) أخرجه البخاري رقم (4476)، ومسلم رقم (193) من حديث أنس - رضي الله
عنه -0 وهذه اللفظة ليست في مسلم.
101

الصفحة 101