كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

اتصف بتلك الصفة، فكل من وقع منه الضرب صح أن يقال له: ضارب،
فضارب مبهم يصح إطلاقه على كل مر، صدر منه الضرب، وكل ذات قام
بها السواد - مثلا - صح أن يقال لذكرها: أسود ولأنثاها: سوداء، فا لاسود
- مثلا - مبهم اي غير معين يصح إطلاقه على كل من قام به السواد.
وقوله: "وغيره لا يطرد" يعني ان غير المبهم لا يطرد فيه الاشتقاق،
كالقارورة فانها غير مبهمة بل معينة، لكونها يقصد بها ما كان من الزجاج
خاصة دون غيره مما هو مقر للمائع، وكالدبران لخصوص الانجم
المعروفة، وكالأبلق لما اجتمع فيه سواد وبياض من خصوص الخيل دون
غيرها من الحيوانات. ومحل اطراد الاشتقاق فيما لم يمنع منه مانع،
فان الله تعالى قال عن نفسه: < و لله ذوألفضل اتعظيو (6برإ) [الحديد]. ولا
يصح الاشتقاق له من ذلك فلا يقال له: فاضل لان اسماءه تعالى توقيفية.
قال مقيده عفا الله عنه: ضابط الاشتقاق المطرد بالقياس الصرفي
إذا أردت أن تعلمه فاعلم ن المصدر الذي منه الاشتقاق له حالتان:
الاولى: أن يكون حدثا متجددا باختيار الفاعل كالقيام والجلوس.
الثانية: أن يكون صفة قائمة بالذات من غير اختيارها كالسجايا
وا لالوان ونحو ذلك، فالسجا يا نحو: ا لكرم والشجاعة، وا لأ لوان كالسواد
والبيا ض.
والقسم ا لأول الذي هوا لحدث المتجدد باختيار ا لفا عل له حالتا ن:
الأولى: أن تكون نسبته واحدة وهو المعبر عنه باللزوم أي عدم
التعدي إلى المفعول به كالقبام والجلوس.
107

الصفحة 107