كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الثانية (1): أن تكون له نسبتان: نسبة إلى فاعله من حيث وقوعه منه،
ونسبة إلى مفعوله من حيث وقوعه عليه، نحوالضرب فانه لا تعقل حقيقته
إ لا بضارب ومضروب، لأنه صفة إضافية وهي لا تدرك حقيقتها إ لا بإدراك
المتضا يفين، وهذا هو المعبر عنه با لتعدي إ لى المفعول.
فان كان المصدر ا لذي منه ا لاشتقاق صفة قائمة با لذات من غيراختيارها
كالكرم والشجاعة فلا يشتق منها باطراد القياس الصرفي إ لا ثلاثة أشياء: ا لأول:
الفعل ككرم وشجع. الثاني: الصفة المشبهة ككريم وشجاع. الثالث: صيغة
ا لتفضيل بشروطها ا لمعروفة، نحو " زيد أكرم من عمرو، وأ شجع منه ".
هان كان المصدر الذي منه الاشتقاق حدثا متجددا باختيار الفاعل
له نسبة واحدة أي غير متعد للمفعول فلا يشتق منه بالقياس الصرفي إلا
خمسة أشياء: الأول: الفعل نحو " قام ومشى ". الثاني: اسم الفاعل نحو
"قائم وماشي ". الثالث: صيغة التفضيل بشروطها المعروفة نحو "زيد
أمشى بالنميمة من بكر". الرابع: اسم المكان! "المجلس والمسجد) "
لمكان الجلوس والسجود. الخامس: اسم الزمان نحو "محل الدين
رمضان " أي زمان خلوله رمضان.
وإن كان المصدر الذي منه الاشتقاق حدثا متجددا باختيار الفاعل
له نسبتان أي متعد إلى المفعول، فانه يشتق منه بالقياس الصرفي جميع
المشتقات الثمان إلا لصفة المشبهة فقط فإنها لا تصاغ إلا من صفة قائمة
بالنفس لا من حدث متجدد. وبذلك تعلم أن المشتقات من المصدر
(1) ا لا صل: ا لثا ني.
108