كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

منه، فلا يصح اشتقاق "الضارب" لمن لم يقع منه ضرب أصلا، ولا
اشتقاق "الاسود" لمن لم يقم به سواد، خلافا للمعتزلة القائلين بجواز
ذلك مع عدم اتصاف الذات بالمصدر، تحما زعموا انه تعالى قادر بذاته
لا بقدرة قامت بذاته، عالم بذاته لا بعلم قام بذاته، وهكذا في كل
صفات المعاني، فرارا منهم من تعدد القديم " ومذهبهم ظاهر البطلان إ ذ
لا يعقل كونه قادرا من غير قدرة، عالما من غير علم. واشار المؤلف
إلى هذا بقوله: "واعوز المعتزلي الحق " وأعوزه الشيء احتاج إليه،
يعني ان المعتزلة خالفوا منهج الصواب المحتاج إلى اتباعه (1).
واحترز المؤلف بالوصف في قوله: "وعند فقد الوصف " من
العين فانها يشتق منها مع عدم قيامها بالذات لاستحالة قيامها بها
كاشتقاق "التامر" و"اللابن" من التمر واللبن، مع انهما لم يقوما بذات
صاحبهما كما في قول الشاعر:
وغررتني وزعمت ات ث لابن في الحيئ تامر (2)
وكاشتقاق المكي والمدني من مكة والمدينة حرسهما الله ونحو ذلك.
181 وحيئما ذو الاسم قام قد وجب ... ... ... ... ... ... ...
يعني أن كل معنى وضعت له [العرب] اسما إذا قام بالذات وجب
اشتقاق الوصف للذات منه، فكل ذات قام بها علم، أو قدرة، أو سواد،
(1)
(2)
كذا في "النشر": (1/ 110)، و"مراقي السعود": (ص/122 - 123)، و"قتح
الودود": (ص/ 1 4).
البيت للحعطيئة "ديوانه ": 1/ 86) وفيه: لابن في ار! ف.
111

الصفحة 111