كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الفاعل، ومعناه صاحب الاصول.
فان قيل: ذكرتم ان البيانيين يقولون: إن الوصف كاسم الفاعل ا و
اسم المفعول ذات متصفة بالمصدر من غير اعتبار زمان او حدوث، وان
السبكيين على قول البيانيين، كيف يجتمع ذلك مع انهما يقولان: إ ن
اسم الفاعل - مثلا - لا يكون حقيقة إلا في حالة التلبس بالمصدر الذي
منه الاشتقاق او بآخر جزء منه إن كان سيالا؟
فالجواب: ان اعتبار الزمان غير اعتبار حالة التلب! ص؛ لان الزمان
باعتبار النطق، والتلبس باعتبار الفعل، فصح للسبكيين اعتبار حالة التلبس
دون ا عتبار الزمان. فقوله تعالى: < وا لسارق وألسارلمحة فاقطعو أيد يهصا>
- مثلا - لم يعتبر فيه زمان، فهو يشمل السارق الآن والسارق فيما مضى
والسارق في المستقبل، ولكن تحقيق إطلاق اسم السرقة عليه بالفعل على
سبيل الحقيقة إ نما هو باعتبا ر حا لة تلبسه بها، فظهر ا لفرق بين الا مرين.
فإن قيل: يلزم على ما ذكرتم ان من كان يسرق ويزني قبل نزول
آية السرقة وآية الزنا انه يحد.
فالجواب: انه وقت سرقته او زناه إن كان كافرا ثم اسلم فالاسلام
يجب ما قبله، وإن كان مسلما فالمانع من حده ان ذلك الفعل في وقته
الماضي ليس حراما عليه والله تعالى يقول: < وما! ان ألله لينر
قوما بعد إذ هدلفئم حتى يين! ص ما يتقون > [التوبة / 5 1 1].
فإن قيل: يلزم على قول السبكيين ان من قامت عليه بينة بالسرقة
في الزمن الماضي انه لايقطع، لانه عندهما لا يسمى سارقا حقيقة إلا
115

الصفحة 115