كتاب شرح مراقي السعود المسمى نثر الورود - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
حالة التليس وهو الان غير متلبس بالفعل، فيلزم عليه أنه الان غير سارق
فلا يقطع.
فالجواب: أنه وقت تلبسه بالسرقة صار سارقا حقيقة فوجب عليه
الحد في ذلك الوقت، لأنه سارق في ذلك الوقت، لا لأنه سارق الان.
وقول المؤلف: "أو حالة النطق بما جا مسندا" إلخ "أو) " فيه لتنويع
الخلاف، يعني أن القرافي فرق في ذلك بين المسند والمسند إليه فقال
في المسند إليه مثل قول السبكيين الذي قدمنا انفا، وذلك هو مراده
-. (1)
بموده: "وغيره العموم فيه قد بدا" وقال في المسند من اسم فاعل ا و
مفعول - مثلا- إنه حقيقة في حالة النطق به خاصة، فقولك: "زيد
ضارب " عنده حقيقة في وقوع الضرب وقت النطق لا فيما بعده ولا قبله
إلا على سبيل المجاز، وحجته أنه يراد به الحدث الحاصل بالفعل
ويلزمه حضور الزمان. وقول المؤلف: "أو حالة النطق " بالجر عطفا
على حالة التلبس. والوصف كاسم الفاعل عند النحويين يراد به
الحدوث في الزمن الحاضر وقت النطق، وإطلاقه على المتصف به قبل
ذلك أو بعده مجاز على قولهم أعني النحويين.
ومثال كون الوصف مسندا: "زيد ضارب " ومثال كونه مسندا
إ ليه: < وأ لسارق وألسارقة فاقطعوأ أيد يهما> [المائدة / 38]، < الرانية والزاني
فاقلدوا كل ؤحد مخهما> [النور/ 2].
(1) هنا لحق لكنه مضطرب وغير واضح.
116